- صاحب المنشور: هالة الجوهري
ملخص النقاش:مع تطور التكنولوجيا والانتشار الواسع للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، وقعت تغييرات كبيرة على طبيعة العلاقات البشرية. هذه الأدوات الرقمية التي سهلت التواصل الفوري حول العالم أعطتنا القدرة على البقاء متصلين مع الأصدقاء والعائلة بغض النظر عن المسافة الجغرافية بيننا. ولكن هل هذا التأثير دائمًا إيجابي؟
من ناحية إيجابية، توفر وسائل التواصل مثل الفيسبوك وتويتر وإنستجرام وغيرها من المنصات فرصة للبقاء على تواصل مع الناس الذين قد يكون من الصعب رؤيتهم شخصيًا بسبب وظائف أو تجمعات عائلية أو حتى الحدود السياسية والجغرافية. يمكن لهذه المنصات أيضًا مساعدة الأفراد في بناء شبكات مهنية جديدة واستكشاف فرص عمل محتملة.
الجانب السلبي
على الجانب الآخر، هناك مخاوف بشأن الآثار المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية للأفراد وعلى جودة العلاقات الشخصية. الدراسات تشير إلى زيادة معدلات الاكتئاب والقلق بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عند المقارنة بتلك الذين يستخدمون هذه الوسائل أقل أو لا يستخدموها على الإطلاق. السبب الرئيسي لذلك غالبًا هو الشعور بالمفاضلة المستمر الذي يولد نتيجة لرؤية حياة الآخرين "مثالية" ومحمّلة بأفضل اللحظات فقط.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في انخفاض مستوى الاتصال الحقيقي والملموس. عندما ينشغل الأشخاص بالرسائل الهاتفية والنشر على الانترنت، فإنهم يقصرون الوقت الذي يقضونه في التعامل الشخصي وجهاً لوجه مع أفراد الأسرة والأصدقاء. هذا النوع من الوصلة الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى مشاعر العزلة الاجتماعية والإحباط لدى البعض.
كيفية تحقيق توازن
للحفاظ على فوائد وسائل التواصل الاجتماعي وتجنب آثارها الضارة، يُوصى باتباع بعض القواعد الذاتيّة. أولاً، تحديد حدود زمنية لاستخدام هذه الأجهزة يومياً. ثانياً، التركيز أكثر على الخبرات الواقعية والقضاء المزيد من الوقت في الأنشطة خارج الشبكة الافتراضية. أخيراً وليس آخرًا، استخدام هذه الوسائل كأداة للمشاركة والتعزيز وليس كالآلية الوحيدة للحصول على المشاعر الإيجابية.
في النهاية، رغم تحدياتها، يبقى دور التكنولوجيا والتواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. المهم هو كيفية استغلالهما بطريقة تحافظ على صحتهما النفسية والعلاقات الاجتماعية.