- صاحب المنشور: أسعد بن عيشة
ملخص النقاش:
في عالم الوراثة الإنسانية، تشكل الدراسات العلمية حول التوائم المتطابقة مصدرًا غنيًا لفهم العلاقة المعقدة بين التراث الجيني وعوامل البيئة الخارجية. هذه الفئة الخاصة من الأفراد الذين يشاركون نفس الكروموسومات الأساسية تولد نقاشات علمية مثيرة للتأمل وتوفر فرصا فريدة للتحليل المقارن لمختلف جوانب الصحة والعمر والتفاعل الاجتماعي وغيرها الكثير.
الجينات مقابل البيئة
عندما نتحدث عن التوائم المتطابقة، نحن نواجه تجربة حقيقية حيث يتم تقسيم التأثيرات الجينية بعيدا عن تلك المرتبطة بالبيئة. هؤلاء الأطفال الثنائيو الشّبيهون يأتون إلى العالم بنفس الحمض النووي الدنا الذي تم توريثه مباشرة من الوالدين. هذا يعني أنه يمكن النظر إليهم كمثال حي لكيفية قيام التعليمات الجينية بتوجيه تطور الشخص خلال حياته المبكرة حتى سن البلوغ.
ومع ذلك، فإن الانفصال التدريجي لهذه الأزواج بعد الولادة ويبدأ كل منهم في التعرض لعوامل بيئية مختلفة - سواء كان ذلك الطعام أو البلدان التي يعيش بها أو مستوى الضغط النفسي - يُظهر لنا مدى تأثير "البيئة" على الشخصية والسلوك والصحة العامة. لذا، بينما يسعى العلماء لإيجاد أدلة لتحديد نسبة مساهمة الجينات مقارنة بالظروف الحياتية اليومية, يتضح لنا أن كلا الجانبين لهما دور هام للغاية.
الأمثلة الواقعية للدراسات
من أشهر التجارب هي "مشروع TwinsUK"، وهو مشروع بحثي رائد يقوم بمراقبة أكثر من ٢٠٠٠ زوج توأم متطابق منذ عام ١٩٩٤. وقد استخدم فريق البحث بيانات واسعة تتضمن معلومات صحية وغذائية وتعليم وصحة عقلية وأكثر من مجرد المعلومات الطبية الفردية التقليدية. أثبتت البيانات المجمعة أهمية عوامل مثل диета الغذائية والممارسة الرياضية والاستقرار العقلي في تحديد الاختلافات الصحية بين التوائم رغم تشابه التركيب الجيني لديهم.
وفي حالة أخرى، وجدت إحدى الدراسات التي أجراها مركز علم النفس المعرفي بجامعة أكسفورد انخفاضًا كبيرًا في معدلات مشاكل الصحة الذهنية لدى التوأمين اللذين عاشا مع بعضهما البعض طيلة حياتهما بالمقارنة مع زملائهما الذين قد تبعدوا عنهما أثناء الفترات الحرجة في مرحلة المواجهة الاجتماعية الأولى لهم بالحياة خارج الرحم ضمن الرحم الأصلى . وهذا يشير بقوة نحو وجود رابط بين الصحة العاطفية والإجتماعية والترابط القريب بين أفراد الأسرة الواحدة عبر الزمن.
المستقبل للبحث المستقبلي
على الرغم مما حققه العلم حتى الآن بشأن فهم قابلية المساهمة لكل جانب من جينات الإنسان ومحيطه ، إلا أنها رحلة مستمرة ولا تزال مليئه بالألغاز والجوانب غير المكتشفة والتي تحتاج للمزيد من الاستقصاء والتقصي فهناك العديد من الفرضيات الأخرى المحتملة فيما يتعلق بكيفية تأثر دمج الاثنين سوياً وهذه تعتبر واحدة من أعظم التحديات أمام علماء الأحياء البشرى حاليا حيث ستفتح أبواباً جديدة لابتكار علاجات جديدة مبنية أساساً علي أساسٍ مدروس جيدًا ومتكامل لتحسين نوع