في حالات معينة، قد يكون لدى الشخص عذر مشروع للتخلف عن صلاة الجماعة، مثل الخوف من الإصابة بالمرض نتيجة التعرض لشدة البرد. فقد ثبت بالسنة النبوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سمع النِّداء فلا يأتي حتى يصلَّي" إلا لمن لديه عذر شرعي. وفي الحديث الآخر، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإقامة الصلاة في الرحال ليلاً عندما تكون الليلة بردة أو مطيرة.
إذا كانت درجة البرد شديدة للغاية مما يجعل ارتداء المزيد من الملابس أو استخدام التدفئة داخل المنزل أمراً غير مجدي، وكان هناك خطر محقق للإصابة بالمرض عند الخروج لأداء الصلاة، فإن هذا يعد عذراً مشروعاً للتخلف عن صلاة الجماعة حسب اتفاق الفقهاء. كما قال الشيخ أبو إسحاق الشيرازي: "ومن العذر الذي يبيح ترك الجماعة هو خشية الضرر على النفس أو المال أو المرض الذي يشق معه الوصول".
وتعتبر شدة البرد سواء خلال النهار أو الليل وعذر عام يسمح بالتخلف عن صلاة الجماعة. وكذلك الأمر بالنسبة للحرارة الشديدة والتي تشكل عبئاً فوق الطاقة الطبيعية للمصلين. وبناءً على ذلك، فإنه ليس شرطا أن يكون العذر متعلقا فقط بالسفر؛ فالشخص المحصور في منطقة ذات حرارة مرتفعة بشكل دائم يستطيع أيضا الاعتماد على هذا الدليل لتبرير تخلفه عن الجماعة أثناء فترة ارتفاع درجات الحرارة.
في الختام، يجب معرفة أن عدم حضور الجماعة بسبب هذه الأعذار لا يعني سقوط الفرضية الشرعية للصلاة نفسها. إنها تسقط فقط واجب الجماعة وليس فرضيتها الأصلية التي يؤكد عليها ديننا الإسلامي غاية التأكيد.