في الإسلام، تُعتبر الخمر محرمة بشدة بسبب آثارها الضارة على الفرد والمجتمع. إلا أن هذا التحريم يشمل فقط الخمر في الدنيا. بينما تصور الفقه الإسلامي مشهداً مختلفاً تماماً بالنسبة إلى الخمر في الآخرة. وفقاً للقرآن الكريم والسنة النبوية، تتمتع الخمر في الحياة الأخرى بميزات فريدة تخالف تلك الموجودة في الدنيا بشكل كامل.
توصف الخمر في الآخرة بأنها "بيضاء" و"لذيذة"، مما يدحض الطعم الكريه الذي ترتبط به الخمر في العالم الحالي. بالإضافة إلى ذلك، لم تعد هذه المشروبات تحمل الغول - وهي المصائب مثل الصداع والألم البطني وانعدام الشعور بالوعي الذاتي المرتبط بتناول الخمور الدنيوية. وبالتالي، يمكن للمؤمنين الاستمتاع بها بدون القلق بشأن الإصابة بالصداع أو فقدان الوعي أو أي مشاكل صحية أخرى مرتبطة بذلك. إنه نوع من الرغد والرفاهية الروحية التي تعكس جوهر الحياة الأخروية المباركة.
يوضح علماء المسلمين كبار مثل الشيخ محمد بن صالح العثيمين والشيخ عبدالعزيز بن باز الفرق الكبير بين النوعين من "الخمر". يؤكد هؤلاء العلماء أن خمرة الدنيا تأتي مع العديد من الأضرار الصحية والعقلية، ولكن خمرة الآخرة هي بعيدة جداً عن هذه الأمور السلبية؛ فهي ليست مسكرة وغير مؤذية ولا تتسبب في ضرر جسدي أو ذهني لأصحابها.
باختصار، رغم تشابه الاسم، هناك فرق كبير بين الخمر المحرمة في حياتنا اليومية والخمرة المقدمة للمؤمنين في الجنة حسب العقيدة الإسلامية.