يمكن للمسلمين قبول الهدايا بالأطعمة من الأشخاص غير المسلمين مثل النصارى واليهود؛ سواء كانوا أقارب أو جيران أو حتى بهدف تأليف قلوبهم لدعوتهم للإسلام. ومع ذلك، يجب تجنب كون هذه العلاقات مبنية على صداقة أو محبة مطلقة حيث نهانا القرآن الكريم عن اتخاذ هؤلاء كأصحاب وأصدقاء حميمين. يقول سبحانه: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض" وقال أيضاً: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا...".
إذا قدم لك شخص غير مسلم طعاماً، يمكنك قبوله دون حاجة للسؤال عن وجود لحم خنزير فيه؛ فهذا ليس ضروريًا بناءً على فهم العلماء للإسلام. وهناك أحاديث تؤكد ذلك، فقد قبل النبي محمد ﷺ هدية من امرأة يهودية، وأكل طعامها عندما نزحت مع زوجها إبراهيم عليه السلام. وفي حديث آخر، بعث ملك مدينة أيلة بغنم وفرس بيضاء للنبي ﷺ كهدية له.
أما بالنسبة لتناول اللحوم وغيرها من الحيوانات المنتجة للغذاء والتي ذبحها يهودي أو نصراني، فقد أباح الإسلام تناوله تحت شرطين مهمين:
1. أن يتم الذبح بنفس الطريقة التي يقوم بها المسلمون، وذلك بتقطيع الحلقوم والمريء وإراقة الدماء بالكامل. إن لم تكن عملية الذبح بهذه الطريقة -مثل الخنق Electric Shock أو الغرق- فإن الذبيحة تعتبر غير حلال.
2. التأكد من تسميتها باسم الله عند الذبح وعدم استخدام أي تسميات أخرى عوضًا عنها. ورد في كتاب الله العزيز: "ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه". وبالتالي، كلتا الشروطتين هما أساس شرعية أكلك لهذا النوع من الأطعمة.
وفي حالة عدم معرفتك بكيفية الذبح أو ما إذا تم استحضار اسم الله أثناء العملية، فليس هنالك مانعا شرعياً من تناول تلك الأطعمة حسب اتفاق علماء الدين الكبار. ولذلك، يمكن اعتبار القواعد التالية دليل إرشادي:
لحم الطيور والحيوانات الأخرى التي تحتاج للتذكية (أي قطع الحلقوم والمريء): جائز للأكل بدون الرجوع إلى تفاصيل الذبح ومصدره الأصلي طالما كانت ظروف إنتاجه معروفة بشكل عام ولا يوجد دليل واضح يدعم حرمتها.
بينما بالنسبة للأسماك والفواكه والخضروات والحلويات وما شابهها ممن لا يشترطان التذكية وفق التعريف السابق لها ضمن النص المؤصل أعلاه، فللسائل حرية الاستمتاع بها والاستمتاع بها بلا مخاطر تحظرها الشريعة الإسلامية باستثناء حالات امتزاج مشروب الكحول أو دهن خنزير داخل منتجه النهائي! ويتعين التنبيه إلي إنه بالتالي ينصح دائماً باتباع حد أقصى قدره 99% نسبة اليقين بأن المصدر قد توخى التقيد بشروط الاتفاق المتفق عليها والذي ناقشناهما آنفاً كي يكون الإنسان صاحب قلب ورع ملتزم بحماية نفسه وتحقيق العدالة الاجتماعية والثبات النفسي تجاه واقعه الحالي المستقبلي المحتمل جدّاً !