---
الدماغ البشري عبارة عن جهاز معقد ومتطور يشكل أساس كل ما نكونه ونفعله كبشر. يقع في رأسنا، ويستمد سُمكه حوالي 2 سم فقط ولكنه يحتوي على مليارات الخلايا المعروفة بالنورونات التي تعمل بشكل تآزري لإنتاج مجموعة كبيرة ومتنوعة من الوظائف. هذه النورونات تترابط عبر شرائط عصبية تسمى النواقل العصبية لنقل الرسائل بين بعضها البعض.
تتضمن الوظيفة الرئيسية للدماغ الإدراك الحسي، مثل الرؤية، السمع، اللمس، الذوق، وشم الروائح. بالإضافة إلى ذلك، فهو مسؤول عن العمليات المعرفية الأكثر تعقيدا بما فيها التفكير المنطقي، حل المشاكل، التعلم والتذكر، الشعور بالعاطفة والإرادة الحرة.
العوامل البيئية لها تأثير كبير على صحة وديناميكية دماغ الإنسان. يمكن للتجارب المبكرة أثناء الطفولة أن تشكل بنية وصحة الدماغ المستقبلية. كذلك فإن التغذية الصحية والنوم الجيد والحركة المنتظمة تلعب دوراً حيوياً في دعم الصحة الفكرية والعقلية.
من الناحية الوراثية، هناك عوامل كثيرة تساهم في خصائص وعمل دماغنا. يحدد الجينات التركيب الفيزيائي لدماغنا وقد يؤثر أيضا على ميوله البيولوجية للعمل بطرق معينة. ومع ذلك، يجب الانتباه هنا أنه رغم دور الجينات الواضح، إلا أنها ليست القوة الوحيدة المؤثرة؛ فالبيئة تلعب أيضاً دوراً رئيسياً في تحديد كيف يعمل الدماغ وتطوره.
في النهاية، فهم كيفية عمل دماغنا وكيف تتأثر بهذه العوامل المختلفة يعد خطوة مهمة نحو تحسين صحتنا النفسية والجسدية العامة.