يجمع العلماء على صحة الحديث الذي ينذر بتنوع الطرق الدينية داخل الأمة الإسلامية، حيث يستدل به لتفسير وجود العديد من الطوائف والمعتقدات المختلفة اليوم. يعبر هذا الحديث عن تنامي الاختلاف ضمن الإسلام بوصفه دينًا شاملاً ومتعدد المواهب، وهو ما يعكس روح الانفتاح والتسامح التي تتمتع بها العقيدة الإسلامية.
ويؤكد معظم العلماء أن الحديثاشارة إلى تلك الفرق هي دليل واضح على أنه رغم تعدد الآراء والمآخذ الفقهية، فإن مجموعة موحدة متماسكة - والتي تعتبر مصفاة معتقداتها وممارساتها وفق تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجماعته الأولى - لن تفلت من شر العدالة النهائية وسيكون لها مكان محدد في الجنينة. وهذا التعليق يقدم لنا رؤية واضحة وشرعية حول ماهية المجتمع المسلم الحق، موضحاً حدود المعرفة المشتركة والحفاظ عليها بالتركيز على التصوف الأولي للحركة الروحية للإسلام وأيضا الأحكام العملية الخاصة ببناء مجتمع مسلم مزدهر.
وهنا تكمن أهمية وفائدة هذا الحديث بالنسبة للمجتمع المسلم المعاصر؛ لأنه يُظهر كيف يمكن للحوار المفتوح والفهم المتبادل أن يخلق بيئة صحية وعقلانية للتواصل الأخوي بين مختلف طوائف المسلمين المحترمين بعضهم البعض حتى لو كانت لديهم آراء مذهبية متنوعة ومعتقدات مختلفة. ويحث الحديث كذلك على الاحترام المتبادل والاستعداد للاستماع لباقي الأعضاء الآخرين داخل هذه التجربة الإنسانية العالمية الواسعة والمتعددة الثقافات والجنسيات ولكن موحدتين بروح الرحمة والإيمان القوية.
وفي حين قد يبدو الأمر غامضًا عند النظر أول مرة لهذا الحديث الشريف، إلّا أنه بمراجعة الأدلة التاريخية والنظر بشكل أعمق لكيفية تطبيق هذه النصائح الحكيمة عمليا عبر قرون عدة منذ زمن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصبح من الواضح تمام الوضوح سبب اعتبار الكثير من علماء الدين له كنقطة مرجعية أساسية لفهم طبيعة الحياة المستدامة داخل مجتماعاتنا الحديثة ذات الأقوام المختلفة.