في الإسلام، للمسلم الحق في الدفاع عن حياته وحماية نفسه عندما تُعرض للخطر. وبحسب العديد من الفقهاء، إذا مات شخص مسلم نتيجة لذلك فهو يعتبر شهيدًا يستحق مكافأة خاصة في الآخرة. ولكن هناك بعض الظروف التي قد تتضمن فيها وفاة الشخص بشكل مفاجئ وغير متوقع.
وفقًا لنص الحديث "صاحب الهدم شهيد"، فقد ورد ذكر هذا الحديث في كتاب البخاري ومسلم. وهذا يعني أنه حتى لو حدث الموت بسبب انهيار مبنى أو أي ظرف مشابه، يمكن اعتبار الضحية شهيدًا حسب بعض التفسيرات الفقهية.
وفي حالة الأشخاص الذين تعرضوا للقصف في أماكن مثل قطاع غزة، حيث يتم استهداف البيوت المدنيين ضمن حملات الحرب، فهذه حالات واضحة من الاستشهاد. هؤلاء الأفراد كانوا يعيشون حياة طبيعية قبل التعرض للأذى المفاجئ والمباشر. وفقا لرأي البعض بين علماء الدين، بما في ذلك الدكتور عبد الرحمن بن غرمان، ربما تكون هذه الحالات تنطبق على تعريف الشهيد وفقا للشريعة الإسلامية.
لكن، يجب التوضيح أن حكم الاستشهاد يتطلب وجود عدة عوامل تشمل كون القاتل ظالمًا وكون الميت مظلوماً وعدم القدرة على الرد بسبب القوة الغاشمة للعدو. بالإضافة إلى ذلك، ينظر العديد من العلماء إلى شهادات التاريخ عبر القرون المختلفة والتي تضمنت أمثلة لشخصيات معروفة مثل عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان اللذين قُتلا بطريقة غير متوقعة رغم عدم قدرتهم على الرد على مهاجميهما وقتها.
في النهاية، بينما نحن نتحدث هنا عن الأمور الروحية والمعنويات ذات الطبيعة الأخروية للغاية، فليس لدينا القدرة الإنسانية لتحديد الحالة الخاصة لكل فرد فرديًا. إلا أن الوثائق الشرعية والفقهية توفر لنا أساسًا لفهم أفضل لهذا الموضوع المعقد والدقيق.
نسأل الله الرحمة والمغفرة لإخواننا الذين قضوا في تلك الأعمال الوحشية ونشكره على جعلهم من الشهداء إن شاء الله.