• صاحب المنشور: البركاني الكتاني
  
  ملخص النقاش:
  

  تشكل التنمية المستدامة قضية محورية في المجتمع العالمي، حيث تسعى الدول لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية مع الحفاظ على البيئة. وفي منطقة الشرق الأوسط، تواجه العديد من الدول العربية تحديات خاصة عند تطبيق مفاهيم التنمية المستدامة، والتي يمكن رصدها بشكل واضح في حالات مثل مصر والمملكة العربية السعودية.

تعتبر مصر إحدى البلدان الرائدة في مجال الزراعة والصناعة والتجارة، ولكنها أيضًا تعاني من قضايا بيئية خطيرة بسبب زيادة عدد السكان وتزايد الطلب على الموارد الطبيعية. ففي حين تعمل الحكومة المصرية جاهدة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي وخلق فرص العمل، فإن الضغوط التي تمارسها هذه الجهود غالبًا ما تؤثر سلباً على موارد البلاد غير المتجددة وأنظمتها الطبيعية الحساسة.

أهم المشاكل التي تواجهها مصر

• استنزاف المياه الجوفية:

مع نمو السكان واستخدام كميات أكبر للزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي للمياه العذبة، يزداد استخراج المياه الجوفية بوتيرة مثيرة للقلق. هذا قد يؤدي إلى انخفاض مستويات سطح البحر وانحسار طبقات المياه الكبيرة مما يشكل خطرًا حقيقيًا للأمن المائي المصري.

• التلوث البلاستيكي:

على الرغم من جهود الحد منها، لا تزال مشكلة التخلص من النفايات البلاستيكية تشكل مصدر قلق كبير لمصر. يتسرب الكثير من البلاستيك إلى نهر النيل والبحر المتوسط، وهو الأمر الذي له عواقب بعيدة المدى على الحياة البرية وصحة الإنسان.

وفي المقابل، تحتل المملكة العربية السعودية مكانة هامة كأكبر مصدر للنفط عالمياً، لكن ذلك يأتي مصحوبا بتكاليف بيئية كبيرة. إن الإنتاج المكثف للوقود الأحفوري أدى إلى ارتفاع معدلات الانبعاثات الغازية المسؤولة عن تغير المناخ العالمية.

تحديات التنمية المستدامة في السعودية

• محدودية المصادر المائية:

رغم كونها ثالث أغنى دولة بالمياه العذبة بعد روسيا وكندا، تعتمد السعودية بدرجة كبيرة على عمليات تحلية مياه البحر للحصول على احتياجاتها اليومية. وهذا ليس فقط مكلفا ماليا ولكنه أيضا شديد التأثير بيئيا.

• الإدارة الفعالة للنفايات:

بسبب نموها العمراني السريع والديناميكي، تواجه السعودية ضغطا متزايدا لإيجاد حلول فعالة لإعادة تدوير وإعادة استخدام نفاياتها الصناعية والحضرية لتجنب آثارها الضارة المحتملة على البيئة المحلية.

إن التعامل الناجع مع هذين البلدين - ومثل أي بلدان أخرى تمر بنفس الظروف - يستدعي فهم عميق للتحديات الخاصة بكل منهما واتخاذ نهوج متعددة القطاعات لحلول مبتكرة وعملية تلبي الحاجة الملحة نحو تحقيق التنمية المستدامة