الوضوء جزء أساسي من أداء الصلاة في الإسلام، وقد شغلت مسألة تأثير الضحك على الوضوء اهتمام علماء الدين عبر التاريخ. والحقيقة هي أن الضحك، بغض النظر عن شدته، سواء كان مجرد ابتسامة خفيفة أو قهقهة عالية، لا ينقض الوضوء إذا حدث ذلك خارج وقت الصلاة. هذا الاتفاق متبادل بين جميع مدارس الفقه الرئيسية في الإسلام.
يؤكد الإمام النووي وغيره من العلماء ذوي الخبرة أن الضحك أثناء عدم تأديب الصلاة، حتى لو كان شخص ما مستعدًا للصلاة، لا يؤثر على صحة الوضوء الخاص به. هذا يعني أنه يمكن للمسلم أن يستمتع بمشاهدة فيلم مضحك أو مشاركة لحظة مرح مع الآخرين دون القلق بشأن فقدان طهارته الروحية. ومع ذلك، فإن الأمر مختلف تمامًا عند حدوث الضحك خلال فترة أدائه لصلاة بالفعل، حيث تعتبر هذه الحالة أحد الأشياء التي تحبط الصلاة وتجعلها باطلة حسب اتفاق الفقهاء جميعًا تقريبًا.
ومن الجدير بالذكر هنا حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه الذي يشير إلى أن إعادة الصلاة سببها الضحك وليس فقدان الطهارة. وهذا يعكس نهجًا عمومًا لدى معظم المسلمين القدامى والمحدثين برفض الاعتقاد بأن الضحك يقوض ضرورة الغسل والطهارة الدينية بصورة عامة. وبالتالي، فإن الشعور بالألفة والاسترخاء أمر مطلوب لتحقيق جوهر وقوة التدين بشكل أفضل.
في النهاية، يجب التأكيد مجددًا أن الضحك مهما كانت درجة سخريته لن يلغي فعالية الطهارة إلا عندما يحدث خلال أداء الصلاة نفسها فقط وفقا لما تشير إليه تعاليم القرآن والسنة المطهرة واتفاق العلماء عليها منذ القدم.