- صاحب المنشور: كريمة البكري
ملخص النقاش:
في ظل الثورة الرقمية التي نعيشها اليوم، أصبح هناك الكثير من المعلومات المتداولة حول تأثير التكنولوجيا على الصحة. هذا المقال يسعى إلى تصحيح بعض الأخطاء الشائعة وتقديم الحقائق المستندة إلى الدراسات العلمية.
الأسطورة الأولى: استخدام الهاتف المحمول يسبب السرطان
على الرغم من الخوف العام المرتبط بتأثير الإشعاعات اللاسلكية الصادرة من الهواتف المحمولة على صحتنا، إلا أن معظم الدراسات لم تظهر علاقة مباشرة بين الاستخدام المطول لهواتف الجوال والإصابة بالسرطان. منظمة الصحة العالمية تعتبر هذه الإشعاعات "ربما" مسرطنة لكنها تؤكد عدم وجود دليل قاطع حالياً. يُشدد العلماء على أهمية الحد من التعرض لهذه الإشعاعات عند الأطفال الذين لديهم رؤوس أصغر وبالتالي جماجم أكثر قابلية لامتصاص الإشعاع.
الأسطورة الثانية: شاشات الكمبيوتر تضر العينين
بينما يمكن لشاشات الكمبيوتر أن تتسبب في شعور بالتعب والاحمرار نتيجة التركيز عليها لفترة طويلة، فإنها ليست السبب الرئيسي لضعف النظر أو مشاكل أخرى مثل جفاف العين. المشكلة الرئيسية هي غالبًا طريقة جلوس الشخص أمام الشاشة وعدم حصول عينيه على الراحة المناسبة أثناء العمل. توصيات البقاء بعيداً حوالي متر واحد والحفاظ على وضعية مناسبة للعين بالإضافة إلى فترات راحة منتظمة كل ثلاثين دقيقة قد تحسن الوضع بشكل كبير.
الأسطورة الثالثة: ساعات الذكاء الاصطناعي تدمر العلاقات الاجتماعية
مع انتشار تقنيات مثل ساعة آبل واتش وغيرها، حدثت مخاوف بشأن التأثير السلبي لها على الحياة الاجتماعية. صحيح أنه بالإمكان الانغماس الزائد في العالم الرقمي مما يؤدي إلى تجاهل التواصل الإنساني الحقيقي، ولكن الساعة الذكية نفسها ليست العدو هنا. إنها مجرد أداة وقد تكون مفيدة في تنظيم الوقت وتذكير المستخدم بأوقات الصلاة أو بمواعيده الشخصية مما يتيح فرصة أكبر للتفاعلات المجتمعية بطرق أفضل.
الأسطورة الرابعة: وسائل الإعلام الجديدة تهدد النوم الجيد
الإعلام الجديد بما فيه الهواتف والأجهزة الإلكترونية الأخرى يمكن بالفعل أن يعيق النوم وذلك بسبب الضوء الأزرق المنبعث منها والذي يحجب إنتاج الجسم للهرمون الذي يساعد على النوم (الميلاتونين). الحل المقترح هو تجنب استخدام تلك الأجهزة قبل موعد النوم بساعة على الأقل واستبدالها بالقراءة باستخدام تطبيق مناسب للكتب الإلكترونية مع خيارات خفض سطوع الشاشة واضافة مرشحات للضوء الأزرق.
في النهاية، بينما يوجد بالتأكيد تأثيرات محتملة للتكنولوجيا الحديثة على صحتنا النفسية والجسدية، فإنه من المهم الفصل بين حقائق علمية مدروسة وخرافات غير مؤكدة الأمر الذي يستوجب الاعتماد على معلومات موثوق بها والحرص على التوازن في استخدام التقنية.