في الإسلام، التزين والتجمل أمر مشروع ومستحب لكل من الرجل والمرأة؛ فقد خلق الله البشر أجمل مخلوقاته، وحث المؤمنين والمؤمنات على إبراز محاسنهما بعناية ورعاية لما وهبهما الله. يشير القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً» (الأعراف: ٢٦). هنا، يشير 'الرِّيش' إلى اللباس الذي يعكس جمال الشخص وزخارفه.
وعندما يتعلق الأمر بالرجال تحديدًا، تعتبر اللحى واحدة من أهم علامات الجمال التي منحها الله لهم. لذلك، أكد علماء الدين أهمية الاعتناء بها وعدم قصها بشكل غير مناسب. يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: "ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب"، فقيل: يا رسول الله! صف لنا هؤلاء فإن فيهم عجبا! فقال: "يكونون من أقوامٍ أنا منهم، كثيرو الطيب القليلون الشعر". وهذا يعني أن الذين سيحصلون على مغفرة الذنوب بدون حساب هم أولئك الذين يتميزون بطول شعر الوجه (أي لحاهم) وكثافة رائحة الغسل الطيبة.
بالإضافة إلى ذلك، أكدت العديد من الروايات النبوية الأخرى على ضرورة التجمل والظهور بحالة جيدة أمام الآخرين، بما ينطبق أيضًا مع طلب القرآن للموسيقى الجميلة والصوت الرنان حيث يقول تعالى:"ومن رحمة ربك ان جعل لك شفاء وصلاحا..."(الإسراء/81). ومع ذلك، فإن هدف كل مسلم مسلم هو استخدام هدايا الله وقدرته للتعبير عنها بطريقة تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي والحصول على رضا الرب عز وجل.
وفي النهاية، يجب التنبيه إلى أن التركيز الأساسي يكمن في صلاح القلب وتعزيز الإيمان الداخلي وليس فقط الجانب الخارجي. فالرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم حذر قائلا: "(ألا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله أفلا أدلكم على ما تصححوه قولوا سبحان الله وبحمده)". لذا دعونا نهدف دائماً لتحقيق توازن بين شكلنا وظاهرنا وبين جوهر شخصيتنا وصفاتها الداخلية الرائعة الموروثة من ديننا الحنيف.