يجيز الدين الإسلامي رفع السبابة للإشارة بالدعاء، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد ورد في السنة النبوية الشريفة ما يفيد بأن الرسول الكريم كان يشير بأصبعه السبابة عند الدعاء على المنبر يوم الجمعة. يقول عمرة بن رؤيبة -رضي الله عنه-: "رأيت بشراً بن مروان يرفع يديه، فقال: 'قبحت هاتان اليدان! لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيد على أن يقول بيده هكذا' وأشار بإصبعه المسبوكة". (رواه مسلم).
كما جاء عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه مر به النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو بأصبعيه، فأمره قائلاً: "أحد"، مشيراً بذلك إلى استخدام السبابة فقط، لأنه "أشّر لأصبع واحدة؛ لأن الذي تدعوه واحد". (رواه أبو داود والنسائي، وصحه الألباني).
هذه السنّة تبين أن الإشارة بالسبابة خلال الدعاء تعد سنة مؤكدة، حتى لو كان الشخص خلف عجلة القيادة مثلاً. ورغم أن غالبية سنن النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن رفع اليدين، إلا أن اختيار إحدى الطريقتين جائز حسب التيسير والتسهيل. بالإضافة إلى ذلك، هناك قول لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يؤكد على عدم اضطرار المسلمين لرؤية الآخرين لهم أثناء أدائهم لدعواتهم كي تقبل منهم.
وفي النهاية، تجدر الإشارة إلى أن تنوع طريقة الدعاء بالسنة النبوية يعكس حرص الشريعة الإسلامية على مراعاة الظروف المختلفة للأفراد وتقديم خيارات عملية وملائمة لكل حالة.