1
من قصص العرب ..
يقول الإمام الشافعي :
عَلَيَّ ثِيَابٌ لو تُبَاعُ جَميعُهَا ...
بِفَلْسٍ لَكَانَ الفَلْسُ مِنْهُنَّ أكثَرَا
وَفيهِنَّ نَفْسٌ لو تُقَاسُ بِبَعضِهَا ...
نُفُوسُ الوَرَى كانَتْ أجَلَّ وَأكبَرَا
------
خرج عبدُ الله بن جعفر إلى ضِياعِه ينظرُ إليها ،
2
فإذا في حائطٍ لنسيبٍ له عبدٌ أسود بيده رغيف ،
وهو يأكل لُقمة ويَطرَحُ لكلبٍ لُقمة..
فلمّا رأى ذلك اِستَحسَنهُ ،
فقال : يا أسود لِمن أنت ؟
قال : لِمُصعب بن الزُّبير.
قال : وهذه الضّيعةُ لِمن ؟ قال : له .
قال : لقد رأيتُ مِنك عَجبًا ؛
تأكلُ لقمةً وتطرَحُ للكلب لُقمة ؟!
3
قال : إني لأَستحيِي مِن عينٍ تنظرُ إليَّ
أنْ أُوثِرَ نفسي عليها !! .
قال : فرجع إلى المدينة فاشترى الضَّيعة والعبد ،
ثم رجع فقال : يا أسود ؛
إني قد اشتريتُكَ مِن مُصعب .
فوثبَ قائمًا ، وقال : جعلني اللهُ عليك ميمونَ الطَّلعة.
قال : وإني اشتريتُ هذه الضيعة .
4
فقال : أكمَلَ اللهُ لك خيرَها .
قال : وإنّي أُشهِدُ أنّك حُرٌّ لوجه الله .
قال : أحسَنَ اللهُ جزاءَك..
قال : وأُشهِد اللهَ أنّ الضيعةَ مِنّي هديةٌ إليك..
قال : جزاك اللهُ بالحُسنى..
ثم قال العبد : فأُشهِدُ اللهَ وأُشهِدُك
أنّ هذه الضيعةَ وَقْفٌ مِنّي على الفُقراء..
5
فرَجَعَ وهو يقول: ( العبدُ أكرَمُ مِنَّا..... )”
انتهى
@rattibha