الحمد لله، موضوع كثرة المساجد أمر محمود يدعو إلى الفرح، لكن يجب مراعاة عدة اعتبارات لتحقيق الفائدة القصوى منها:
1.**تقليل التقارب الزائد**: لتجنب تضارب الجماعات الدينية وضمان استخدام الأموال بطريقة مستدامة ومربحة اجتماعيًا، يجب الانتباه لعدم الكثافة المفرطة للمساجد القريبة جدًا من بعضها البعض.
2.**توحيد صلاة الجمعة**: حيث من المستحب الاجتماع لصلاة الجمعة في أكبر مساجد المنطقة بدلاً من تقسيم المجتمعات الصغيرة.
3.**التوزيع الذكي لبناء المساجد**: يأتي بناء المساجد الجديدة بالأولويات؛ لذلك فالتركيز على بناء المساجد في مناطق محرومة تمامًا من الخدمة المقدمة حاليًا قبل التفكير في إضافة المزيد للأماكن المتوفرة بالفعل بها خيارات متعددة.
بالنظر لهذه الاعتبارات، عندما تكون أمام خيارين: مسجد صغير وجديد نسبيًا مقابل آخر أثري ومعروف جيدًا، يرجَّح اختيار الأخير لما له دور فعال تاريخي وديني مجتمعيًا. بالإضافة إلى أنه يمكن تحقيق فوائد جمّة مثل خلق جو روحاني حميم عبر تجمع الجيران والأصدقاء لعباة نفس المكان باستمرار - فهو يساعد أيضًا بشكل كبير في التواصل الاجتماعي والدعم الروحي والعاطفي داخل المجتمع المحلي. كما تساهم زيادة عدد المصليين في قوة وصلابة الدين عمومًا. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده وصلاة الاثنين ثلاثة..." أي كلما ازداد حجم الجماعة زادت البركة والثواب. وذلك حسب حديث تبينه كتب الحديث الشريف الشهيرة مثل أبي داود والنسائي والتي اعتبرها علماء كبار كالشيخ محمد بن صالح العثيمين صحيحا ومتوافرا عالمياً وليس خاص لطبيعة موضع بعينه فقط. وبالتالي يجب تشجيع حضور اكبر قدر من الأشخاص قدر الاستطاعة خاصة اذا كانت مجموعتنا الثانية الأكبر حجماً ضمن البلدة نفسها. طبعاً يستثنى حالة واحدة وهي عدم صلاحية إحدى المباني واستخدامها بسبب غياب شخص رئيسي تؤثر غيبته بشدة علي تنظيم الصفوف والصلاة ذاتها حينذاك لنفس السبب السابق حول توحيد صفوف المؤمنين تحت سقف جامع مشترك يتمسك بالسنة ويتماشىمع تعاليم ديننا العزيز."
