- صاحب المنشور: زهور الوادنوني
ملخص النقاش:
التباعد الاجتماعي، الذي بدأ كإجراء وقائي إلزامي خلال جائحة كوفيد-19، أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وعلى الرغم من أنه كان ضروريًا للحد من انتشار الفيروس، إلا أنه قد طرح العديد من التحديات على صحتنا العقلية. هذا الوضع الجديد دفع الناس إلى إعادة النظر في كيفية التعامل مع الوحدة والعزلة والتوتر، مما أدى إلى ظهور تحديات وأمثلة غير متوقعة على مرونة الروح الإنسانية في مواجهة الشدائد.
التحديات التي يفرضها التباعد الاجتماعي
زيادة الضغوط النفسية
يمكن للتباعد الاجتماعي أن يؤدي إلى شعور بالوحدة والشعور بالنقصان بسبب فقدان التواصل الجسدي والتفاعل الشخصي. الأشخاص الذين كانوا معتادين على الحياة الاجتماعية النشطة يمكن أن يشعروا بالإحباط والإرهاق بسبب القيود المفروضة عليهم. بالإضافة إلى ذلك، الخوف المستمر من المرض أو وفاة أحباء، والشكوك حول الاقتصاد والمستقبل، كل هذه عوامل ضغط قد تساهم في ارتفاع مستويات القلق والاكتئاب.
تأثير سلبي محتمل على العلاقات الشخصية
في حين أن وسائل التواصل الرقمي توفر طرقاً لإبقاء الاتصال بأصدقائك وأحبائك، إلا أنها ليست بديلاً حقيقياً للتواصل الفعلي. بعض الدراسات تشير إلى تراجع جودة بعض العلاقات الشخصية نتيجة الاعتماد الزائد على الإنترنت. كما يمكن أن تتسبب الانقطاعات المتكررة للجلسات الافتراضية في الشعور بالتعب الزائد وتعزيز "فخ التواصل".
الصعوبات المتعلقة بالعمل والدراسة
مع تحول العديد من الأماكن للعمل عن بعد، تواجه الكثيرون مشاكل بشأن التركيز والحفاظ على الإنتاجية. البيئة المنزلية غالبًا ما تكون مليئة بالمشتتات وقد تفتقر إلى البنية التحتية المناسبة لدعم العمل بكفاءة. هذا الأمر ينطبق أيضًا على الطلاب الذين اضطروا للتحول فجأة للدراسة عبر الإنترنت.
ممكنات جديدة للعناية بالصحة النفسية
على الجانب الآخر، قدم لنا التباعد الاجتماعي أيضاً فرصاً لتطوير عادات صحية أفضل.
خلق مساحة شخصية للاستراحة والاسترخاء
مع عدم وجود حركة المرور المعتادة والتركيز الكبير على الراحة الصحية، بدأ الكثيرون بتخصيص وقت أكبر للأمور التي يحبون القيام بها مثل القراءة، كتابة القصص، الرسم، الحدائق المنزلية وغيرها. هذه الأنشطة تساعد في تخفيف الضغط النفسي وتحسن الحالة المزاجية.
تعزيز التواصل مع الذات
وفر لنا التباعد الاجتماعي فرصة نادرة للتعرف أكثر على ذواتنا الحقيقية. بدون الضغوط الخارجية، نجد الوقت للجلوس والتأمل وفهم احتياجاتنا الداخلية ورغباتنا الحقيقية. وهذا مهم للغاية لأنه يساعد في بناء الثقة بالنفس والتقبل الذاتي.
استخدام الأدوات الرقمية لصالح الصحة النفسية
ظهرت مجموعة متنوعة من التطبيقات والأدوات التي تدعم الصحة العقلية بشكل كبير أثناء فترة التباعد الاجتماعي. منها التطبيقات الخاصة بالممارسات التأملية، وتلك الخاصة بمراقبة النوم، وتوفير جلسات الاستشارة عبر الإنترنت. هذه الأدوات تقدم الدعم اللازم لأولئك الذين يعانون من الضغوط النفسية ويواجهون صعوبة في الوصول إلى خدمات الصحة العامة التقليدية.
بشكل عام، رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها حالة التباعد الاجتماعي على صحتنا النفسية، فإنها أيضا أتاحت لنا الفرصة لاستكشاف آليات جديدة للحفاظ على سلامتنا النفسية. إن القدرة على التعلم من التجارب السلبية واستخدامها لتحسين قدرتنا على المواجهة هي إحدى نقاط قوة الإنسان الأساسية.