يمكن توزيع كتيبات تحتوي على جزء من القرآن الكريم أو دروس دينية أخرى نيابة عن شخص متوفى، حيث يُعتبر هذا العمل نوعًا من الصدقات الجارية التي تحظى بثواب كبير. يشمل هذا النوع من الصدقة أي عمل صالح يدوم لفترة طويلة، مثل نشر العلم أو توفير المياه النقية. ومع ذلك، فإن الأمر الأكثر أهمية هنا ليس مجرد التبرع، ولكن التأثير الاجتماعي الحقيقي لهذا العمل. لذلك، قد يكون من المناسب تضمين اسم المتوفى بشكل أقل بروزًا لتجنب الاحتمالات الضارة مثل الرياء والسمعة الشخصية بين أقاربه.
على الرغم من اختلاف الآراء حول مدى قدرة المتوفي على الاستفادة من الأعمال الأخرى مثل الصلاة والقراءة، إلا أن هناك توافق عام حول أعمال محددة يمكن أن تفيد الموتى. تتضمن هذه الأمور: أداء الفرائض المقدمة نيابة عن الشخص المتوفى، سواء كانت حجًا أو صيامًا؛ سداد ديون المتوفى؛ الدعاء له؛ وتقديم الصدقات المالية.
وعندما يتعلق الأمر بأفضل أنواع الصدقات الجارية، فإن الأدلة النبوية توضح عدة خيارات بارزة تشمل بناء المساجد، وتعليم الدين، وحفر آبار المياه، وغرس الأشجار المثمرة، وبناء مستشفيات التعليم المستمر لأطفال المتوفى الذين سيستمرون بدورهم في الدعاء لصالحه بعد وفاته. إن اختيار مشروع يحقق تأثيرًا اجتماعيًا طويل المدى أمر ضروري لتحقيق أكبر مكافأة ممكنة خلال الحياة وبعدها. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على تحقيق العدالة تجاه الواجبات الروحية والفردية لكل مسلم أثناء حياته للحؤول دون تحمل مسؤوليات غير مرغوب فيها بعد رحيله. أخيرًا وليس آخرًا، تعد تربية الأطفال حسب تعاليم الإسلام والتوجيه نحو اتباع طريق الحق والفضيلة طريقة فعالة لكسب المزيد من البركات والثواب الذي يستمر مدى الحياة وبعده أيضًا. وفي النهاية نسعى دومًا للإرشاد نحو الشعائر الدينية المفيدة لنعلمها لنحن ولممن حولينا لنيل رضا رب العالمين والحصول على رضوانه سبحانه وتعالى وأجر عباده المؤمنين المجتهدين فيهِ.
