عمل موظفي الدولة وشراء العقارات: بين الواجب والتحريم

الحمد لله، وبعد، قد ذكرت بأن وظيفتك هي المحاسبة والتسيير والتجهيز، حيث يُعتبر شراء المنزل ضمن نطاق تجهيزات العمل. بناءً على ذلك، فإن المهمة التي تم تك

الحمد لله، وبعد، قد ذكرت بأن وظيفتك هي المحاسبة والتسيير والتجهيز، حيث يُعتبر شراء المنزل ضمن نطاق تجهيزات العمل. بناءً على ذلك، فإن المهمة التي تم تكليفك بها تعتبر جزءًا من مسؤولياتك الرسمية مقابل الراتب الذي تتلقاه. لذلك، ليس لديك الحق في قبول أي نوع من المكافآت المالية سواء من البائع أو السمسار لتلك المعاملة.

هذه الظاهرة تُسمى بـ "هدايا العمال"، وهي غير جائزة شرعاً وفقاً للإسلام. لقد ذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح: "(... ما بال العامل نبعثه فيأتي يقول: هذا لكم وهذا لي؟ فلماذا لا يجلس في بيت أبيه وأمه ينظر هل يُهدى له أم لا؟)" [رواه البخاري].

يشرح الإمام النووي رحمه الله هذا الحديث قائلاً إن هدية العامل تكون محرمة بسبب خيانته للأمانة أثناء فترة الوظيفة. وفي حالة تلقي مثل هذه الهدايا، يجب ردها إلى مصدرها؛ أما إذا لم يكن ممكناً، فتكون وجهتها الأولى بيت المال.

بالتالي، إذا قبلت أي شيء من البائع أو السمسار خلال عملية البيع، فسيكون عليك إعادة تلك الأموال لهم. تذكر دائمًا أنه عندما تقوم بمهام خارج نطاق عملك الرسمي، يجب أن يتم بشكل واضح وموافقة رسمية لتجنب الخلط بين واجباتك الشخصية والمهنية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات