التأكيد واضح: الحلف بغير الله يُعتبر منكارًا ومحرمًا تمامًا حسب السنة النبوية الشريفة والأحاديث الصحيحة التي تؤكد حرمة الحلف إلا باسم الله سبحانه وتعالى فقط. النبي محمد صلى الله عليه وسلم شدد على عدم استخدام أي اسم آخر للحلف، سواء كان ذلك الاسم رسولاً مقدساً كالرسول الكريم himself, أو مكان مقدّس مثله كالكعبة المشرفة، أو حتى الأمور العادية كالأنعام والشجر وغيرها.
بالرغم من ذلك، قد يبدو الوضع مختلفاً عندما نتحدث عن "الحلف بالطلاق". بينما يعترف البعض بأن هذا النوع من التعهد يشترك بشكل جزئي في خصائص اليُمن - حيث يستخدم لتوجيه الرسائل القوية أو تأكيد القرارات - فإن الأمر هنا لا ينطبق حرفياً ضمن تعريف 'الحلف' كما تم توضيحه آنفا بسبب غياب الجانب الرئيسي المتمثل بالحلف بذاته.
في الواقع، يعد "الحلف بالطلاق" نوعًا خاصًا من الوعود المعلقة والتي لها طبيعتها الخاصة داخل نظام الأحكام الإسلامية. يمكن اعتبارها كنذر أو عهد يؤكده الشخص تحت ظرف معين، ويصبح ملزمًا به بناءً على نواياه وأهدافه الأصلية.
لكن يجب التنبيه إلى نقطة هامة للغاية وهي أنه رغم اشتراك الحلف بالطلاق مع اليُمن في جوانب معينة متعلقة بتحديد الحالة النفسية والتوجه نحو الامتثال للأمر المطروح، إلا أنها ليست حالة حلف أصلاً وفق المعايير المحددة سابقاً. بدلاً من ذلك، هي وسيلة لإحداث تأثير قوي وإظهار الجدية بشأن مسألة بعينها، خاصة فيما يتعلق بالطلاق.
ومن ثم فإن القرار المتخذ أثناء تلك الفترة الملزمة مرتبط ارتباط وثيق بما يدور خلف الأفكار الداخلية للمتورط فيها؛ إذ إنه حين يقصد شخص ما حقن الآخر بالعزّة والحماية عبر وضعه تحت قسمٍ يفهمه بأنه سيكون مصاباً بطلاق حال خرق الاتفاق المتفق عليه، فسيكون لذلك عمق معنوي كبير لدى المستمع مما سيجعله يحترم الصفقة المقدمة ويتجنب انتهاك شرط الفصل نهائياً قدر استطاعته. وفي ذات السياق، يأتي الحديث عن وجود عقوبات شرعية لهذه الظروف الزمانية القصيرة العمر حيث يتم تطبيق كفارات مخصوصة تعرف "يكفارعة اليمين" منطقية تمام الثبات لمراعاة حالات مشابهة لأصحاب النفوس الرقيقة وحفظ حقوق الجميع دون إيذاء أحد منهم ظلماً وباطلاً. وبالتالي تنبع أهميتها عندما تكون النية مبنية أساساً حول الضبط الذاتي والقوة الذاتية بدلاً عن الاستخدام السلبي للغرض الأصلي ذاته والمتمثل بالإثم والمعاصي. ومعلومٌ علم اليقين أن لكل زمان قوانينه ولوائحه التي تتوافق مع ظروف المجتمع ونقاط ارتكازه المختلفة أيضاً! أخيراً وليس آخراً وعلى الرغم من اختلاف الآراء بين العلماء حول مدى ارتباط "الحلف بالطلاق" بمفهوم اليُمن التقليدي وقدسية البيعة الربانية مقابل قبوله كمصدر للقوة الشخصية المؤقتة للعبد المسلم بين عبادة وإنسانية متوازنة... إلّا ان توافقنا جميعا على ضرورة تجنب كل قول وممارسة تخالف شعائر ديننا الحق والخروج بأقل خسائر ممكنة مهما اختلفت تفاصيل القضية المثارة!!