شهادة التوحيد: شاملة لتعدد وجوه العقيدة الإسلامية

يشكل الشهادتان "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، أساس الإسلام وأسمى مرتبة من مراتب الإيمان. وكلمة الإخلاص "لا إله إلا الله"، التي تعد جو

يشكل الشهادتان "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"، أساس الإسلام وأسمى مرتبة من مراتب الإيمان. وكلمة الإخلاص "لا إله إلا الله"، التي تعد جوهر هذه الشهادتين، تجمع بين الأنواع الثلاث للتّوحيـد: توحيد الربوبـية، اللذي يقتضي الاعتراف بوحدانية الله في ملكوتِه وربوبيته وخالقيه؛ وتوحيد الألوهيّة المُتمثل بتوحيد العبادَة والخضوع المطلق لله سبحانه وتعالى; وكذلك توحيد الاسماء والصفات الناجم عن معرفتنا الكاملة لمجمَل وصفات رب العالمين وما يناسبه من اسماء طاهرة عظيمة.

على الشخص المُصرِّح بهذا الشهادتين أن يتمتع بإيمان ثابت وموضوع عميق لفهم أهميتها وعظمة المحتوى الوارد ضمنهما. فالجهل ليس عذرا للحكم عليها بكثير أو قليل، إذْ فإنَّ ضرورة فهم وفقه محتواها يعد واجبا شرعيا يجب بذل الجهود لتحقيقها. والفروقات الطفيفة أثناء الاستحضار الذهني لنوع واحد من انواع التوحد خلال سرد هذا الشهادة ليست ذات تأثير سلبي كبير بشرط الاحتفاظ بمفهوم عام صحيح بشأن باقي عناصر الشهادة الأخرى. فعندما تتذكر جانب ربوبية او اسم/صفة خاصة بالله عز وجل فلابد وان يكون هناك عامل جذب نحو إدراك مجالات أخرى مماثلة مستقبلاً مستندة الى قاعدة اعتقاد واحدة سليمة. لذلك، فإن ثبات عقيدتك وعدم وجود أي شكوك حول أصناف مختلفه للتوحید يكفي لإتمام عملية التجرد والتوبة بدقة عالية بلا حاجة لإعادة المحاولة مرة أخري. وفي الأخير، تعتبر دراسة وتحليل تفاصيل كل نوع من تلك الأصناف أمر مهم للغاية للمؤمن الراغب بخدمة دينه ودينه عبر تعميق ثقافته الدينية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات