- صاحب المنشور: رحاب بن خليل
ملخص النقاش:
التأثير المتزايد للتكنولوجيا على بيئة العمل وتوازن الحياة الشخصية يطرح نقاشاً متعدد الأوجه. من ناحية، جعلت التقنيات الرقمية الأعمال أكثر كفاءة وأمكننا الوصول إلى الفرص العالمية بسرعة أكبر. لكن هذه الراحة تأتي بتكلفة غير مرئية غالباً وهي تأثيرها السلبي المحتمل على الصحة النفسية والوقت الشخصي.
زيادة الإنتاجية وكفاءة العمل
لقد أعطت التكنولوجيا للأفراد والشركات الأدوات اللازمة لزيادة الكفاءة والإنتاجية. أدوات مثل البرمجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي يمكن أن تسرع العمليات الروتينية، مما يسمح للموظفين بالتركيز على المهام الأكثر تعقيداً وتعزيزاً للنمو المهني. كما سهلت شبكات التواصل الاجتماعي والعروض الافتراضية عملية التعاون والعمل عن بعد. هذا التحول نحو "العمل الذكي" قد عزز قدرة الأفراد على تحقيق توازن أفضل بين عملهم وحياة شخصية بسبب المرونة الزائدة التي توفرها البيئات الرقمية الحديثة.
الضغوط الناجمة عن الاتصال المستمر
مع ذلك، هناك وجه آخر لهذه العملة. يعمل العديد من الناس حالياً ضمن نظام عمل مستمر دون انقطاع - حيث يمكن لأصحاب الشغل أو زملاء العمل أو حتى العملاء الحصول على الاتصال بك في أي وقت وبأي مكان. هذا قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب النفسي، خاصة عندما يتدخل هذا النوع من العبء الوظيفي في الوقت الخاص والمخصص للاسترخاء والاستعادة.
الحاجة إلى تنظيم جديد
إن إدارة الحدود الفاصلة بين العمل والحياة الخاصة أصبحت ضرورة ملحة مع ظهور تكنولوجيات جديدة. بعض الحلول تشمل وضع ساعات محددة لتوقف استخدام الأجهزة الإلكترونية خارج فترة الدوام الرسمي، وكذلك تحديد قواعد واضحة فيما يتعلق بالتواصل عبر الرسائل البريدية الإلكترونية وغيرها من وسائل التواصل الرقمي خلال فترات الراحة والنوم. بالإضافة لذلك، فقد أصبح التركيز على دعم الصحة العامة والعافية جزءًا مهمًا في سياسة الكثير من المؤسسات لموازنة عبء العمل الواقع على موظفيهم.
الاستفادة القصوى من الفرص الجديدة
النقطة النهائية هي أنه رغم الصعوبات الواضحة المرتبطة بالتكنولوجيا والأثر الذي يحدثه على حياة اليوم، إلا أنها أيضا تقدم فرصا عديدة لتحقيق توازن أفضل إذا تم التعامل معها بحكمة واستراتيجية مناسبة. ويمكن لهذا الأمر أن يشمل استخدام تقنية مراقبة الجهد البدني للإعلام بمستويات الطاقة لدى المستخدمين، أو تطوير نماذج عمل تتضمن عطلات طويلة مدفوعة الثمن لإعطاء الأولوية للوقت الخاص بعيدا عن الشاشة والعمل الروتيني.
بشكل عام، يحمل مستقبل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا مسؤولية مشتركة تجاه كل من الأفراد والمؤسسات لوضع سياسات واستراتيجيات تدعم الصحة الذهنية والجسدية وتحافظ عليها أثناء استمرار التحلي بروح الابتكار والتطور المستمر باستخدام الوسائط الرقمية المعاصرة.