في الإسلام، تتباين الأحكام بشكل كبير اعتماداً على طبيعة استخدام المساحات المرتبطة بالمآذن. إذا كانت تلك المناطق قد تم تصميمها وتخصيصها لاستقبال احتفالات أو اجتماعات أو ندوات، فإنها لن تخضع لحرمة المسجد والتي تشمل حرمة دخوله لأجل العبادة وغيرها مما هو مشتق من أساسيات الشريعة الإسلامية. ولكن، يجب الانتباه إلى أن أي نشاط يحدث داخل هذه المنطقة الخارجية للمسجد يجب ألَّا يخالف تعاليم الدين الإسلامي؛ كأن يشتمل على الاختلاط المحرم أو خروج المرأة بطريقة مُحرِّمة.
ومع ذلك، إذا كانت هذه المساحة تعتبر جزءً من المسجد نفسه - سواء نتيجة للتخطيط الأصلي أو وجود سور يفصل بينها وبين بقية المسجد - فإنها تُعامل بحسب قواعد المسجد نفسها. هنا يأتي النقطة الرئيسية التي تحتاج إلى دراسة متأنية: هل يمكن للمسلمين الاستفادة مادياً من دخول غير المؤمنين لعيدهم؟
الإجابة القانونية هي نعم، بشرط أن يكون هذا النشاط ضمن حدود ما يسمح به القرآن والسنة النبوية. ومع ذلك، من الجدير بالذكر أن دعوة الآخرين للعيد المسيحي تعد نوعاً من التعامل معهم كما لو كانوا على الحق فيما يحتفلون به، بينما نحن نعرف بأن أعياد الكفار باطلة وفقاً للشريعة الإسلامية. النصوص القرانية مثل الآية "ولا تعاونوا على الاثم والعدوان"، والتوجيه الحديثي الذي يقول "اجتنبوا أعداء الله في عيدهم"، يؤكد على ضرورة تجنب الانخراط في دعم الأفعال والمعتقدات الباطلة.
لذلك، يبدو أن أفضل نهج هو فتح المجال أمام المناقشة والحوار حول معتقدينا وقيمنا دون دعم فعلي لاحتفالات غير المؤمنين. بالإضافة إلى ذلك، يجب الأخذ بالحسبان أن المباني المصنوعة خصيصاً للعبادات كالصلوات لا تقوم إلا لهذا الغرض، وليس لإيجار هامشي أو تسويقي. وفي النهاية، الأمر الأكثر أهمية والذي يشدد عليه العديد من الفقهاء هو التأكيد على احترام العادات والقيم الخاصة بكل مجتمع أثناء نشر الرسالة الإسلامية.
