في الثقافة التقليدية لحفلات الزفاف بتونس، هناك عادة رمزية تتمثل في رسم الحناء للأيدي، حيث يُوضع الحناء بشكل خاص على أصابع يد العريس، وبالتحديد الأصبع الصغير منها. ولكن هل هذه الممارسة تتوافق مع التعاليم الإسلامية؟ وفقاً للسنة النبوية، فإن خضاب اليدين والرجلين بالحناء هو من زينة النساء وليست جزءاً من زينة الرجال.
روي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أنه عندما شاهد امرأة تختبيء خلف ستارة ومعها كتاب بخديها مسماه بالحناء، طلب رؤيتها شخصياً قائلاً "ما أدري أيد رجل أم أيد امرأة". عندما علم أنها كانت امرأة، ذكر أهمية الاعتناء بالأظافر باستخدام الحناء. وهذا يشير إلى أن استخدام الحناء للحصول على جمال الأظفار يعد وسيلة مختصة بالنساء.
كما ورد عدة أحاديث نبوية تحذر من التشبه بين الجنسين. لعنت الرسول صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والعكس بالعكس، مما يؤكد أن أي شكل من أشكال التقليد بين الجنسين يناقض تعاليم الإسلام. ومن الأمثلة الواقعية لذلك، هناك قصة مخنث وضع الحناء على يديه ورجلته، أمر النبي بإبعاده إلى مكان بعيد بسبب ارتكابه لهذا الفعل الذي اعتبره تشبهاً بالنصف الآخر.
إذاً، بينما يستحب للشعر تغييره باستخدام ألوان مختلفة مثل الحناء لتغطية الشيب عند الرجال والنساء، إلا أن وضعه على الجلد لأسباب جمالية ليس جائزاً بالنسبة للرجال لأنه يتعدى حدود الزينة المعتمدة للمرأة فقط. لجنة الفتوى الدائمة أكدت أن تطبيق الحناء للرجال بهدف الحصول على مزاج جمالي هو عمل محرم وغير مستحسن.
خلاصة القول هي أن الاحتفالات الزوجية يجب أن تبقى ضمن الحدود الأخلاقية والدينية. بالتالي، استخدام الحناء كتجميل للجسم لدى الرجال يعتبر غير مقبول دينياً ويجب تجنبه لتحقيق الطهر والتقرب نحو الدين الإسلامي أثناء احتفالكم بهذا الحدث المهم في حياتكم.