- صاحب المنشور: طه الدين الموريتاني
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، باتت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولا يقتصر تأثيرها على مجالات العمل والأعمال التجارية فحسب، بل امتد ليشمل أيضًا قطاع التعليم. هذا التحول نحو التعلم الرقمي قد فتح أبوابا جديدة أمام الطلاب والمعلمين alike، لكنه طرح أيضََا العديد مِنْ التحديات التي تستوجِبُ دراسة مُعمّقة لتطوير نماذج تعليمية توازن بين الفوائد المحتملة للتكنولوجيا والحاجة إلى تهيئة جيل متعلم ومدرك لمخاطرها مجتمعيًا وأخلاقيًا.
التحدي الأول يكمن في كيفية استخدام أدوات الإنترنت بطريقة فعالة ومسؤولة داخل بيئة الفصل الدراسي. بينما توفر الشبكة العالمية موارد معرفية غنية ومتنوعة، فإنها تشتمل أيضًا على محتوى غير مناسب وقد يعرض القاصرين لعناصر ضارة تؤثر سلبيًا على نموهم العقلي والجسدي. لذا، فإن وضع استراتيجيات تربوية راسخة لإرشاد الأطفال والشباب حول الاستخدام الآمن والملائم للإنترنت أمر حاسم. يمكن تحقيق ذلك عبر تدريس مهارات البحث الناقد والوعي بالمصدر عند طلب المعلومات عبر شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنصات الإلكترونية.
بالإضافة لذلك، ثمة خطر آخر محدق بالنمط التقليدي للدروس وهو الاعتماد الزائد على الأجهزة الذكية وبرامج التدريب الافتراضي مما يؤدي ربما الي انعدام المهارات الاجتماعية وتراجع القدرة علي التواصل البشري وجهًا لوجه . لهذا السبب ، ينبغي لنا رسم مسار وسطيه يجمع أفضل ما تقدمه التكنولوجيا مع احتفاظ المدارس بنظام تعليم قائم علي الانشطة الجماعيه والتفاعلات الشخصيه لتحضير طلابه للمستقبل الذي سيحتوي بالتأكيد علی جانب رقمی كبير ولكن ليس الوحید فيه.
وفي الوقت ذاته، تساهم الأدوات التعليمية الحديثة بتقديم تجربة فريدة لكل طالب تلبي حاجاته الخاصة بمعدل نجاح أكبر مقارنة بالنظم القديمة حيث تصبح العملية أكثر مرونة واستجابة لرغبات الطفل وقدرته المعرفية المختلفة عن زميله. وهذا يقوي الشعور بالإنجازات الذاتيه لدى هؤلاء الطلبة الذين كانوا سابقاً يجردون كأنهم مجرد رقم ضمن دفعات جامعية كبيرة
ختامًا، إن التوازن المثالي بين واقع المعرفة التقليدية وفوائد العالم الرقمي يعد ضرورة ملحة للحاضر والمستقبل إذ بدون فهم عميق للعلاقة المتداخلة سيرتكز التعليم نحو خيار واحد بعيدا تمامًا عما هو مطلوب حقا من كل فرد ليصبح فرد منتجة وواعيا بوطنه وجيرانه وعالمنا الكبير بأكمله.