- صاحب المنشور: عبد الغفور بن محمد
ملخص النقاش:يتجلى العمل التطوعي كقيمة سامية في مختلف ثقافات العالم، وهو ليس مجرد فعل خيري بل هو جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الذي يعزز العلاقات بين أفراد المجتمع ويُعزز روابط الأخوة والإنسانية. هذا النوع من الأعمال التي تُقدّم بلا مقابل مادّي لها تأثير عميق على الفرد والمجتمع ككل.
في جوهره، يعتمد العمل التطوعي على رغبة الشخص الصادقة في المساهمة والمساعدة بدون توقعات لرد الجميل أو المكاسب الشخصية. هذه الرغبة النبيلة هي أساس بناء مجتمع عادل ومتسامح حيث يشعر الجميع بالتضامن والتكاتف. يمكن أن تتخذ الأشكال التطوعية العديد من الأنماط؛ قد تكون مساعدة المحتاجين سواء كانوا فقراء أم مرضى أم ضحايا كارثة طبيعية. قد تشمل أيضا تعليم الأطفال والمعرفة العامة للمثقفين الراغبين بمشاركة تجاربهم ومعارفهم. حتى تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية يعد نوعا آخر من أنواع العطاء المتطوع.
للعمل التطوعي فوائد عديدة للفرد نفسه وللمجتمع أيضاً. بالنسبة للأفراد، يُعتبر فرصة للتعبير عن الذات وتفعيل الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وبناء الثقة بالنفس. كما أنه يساهم في تطوير المهارات الحياتية المختلفة مثل التواصل والحوار وإدارة الوقت وغيرها الكثير. أما فيما يتعلق بالمجتمع، فإن العمل التطوعي يعمل كمصدر مهم لتجميع الناس وتعزيز الروابط القائمة بينهم مما يؤدي إلى تقوية نسيجه واستقراره.
بالإضافة لذلك، فإن دور الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني هام جدا في دعم وتمكين الأفراد الذين يرغبون في تقديم يد العون للآخرين عبر توفير البرامج التدريبية والجوائز التشجيعية وما شابه ذلك. وهذا يساعد في نشر ثقافة المبادرة والعطاء ضمن صفوف المواطنين وتحويلها لأسلوب حياة متبع.
وفي نهاية المطاف، إن العمل التطوعي ليس فقط واجبا ولكن أيضا امتياز يتمتع به البعض ممن اختاروا طريق الرحمة والكرم تجاه الآخرين، ممّا يجعل منهم نماذج يحتذى بها وقدوات تستحق الاحترام والتقدير.