1
ألوان ونقوش رايات الدول الإسلامية عبر العصور
"كانت سهام العدو توجه إلى حامل الراية"...
كان لكل قبيلة من قبائل العرب قبل الإسلام ألوية ورايات تميزها عن غيرها، وتوارث المسلمون هذا الأمر فاتخذت دولهم عبر العصور أعلاماً بألوان معينة حملت نقوشاً محددة تعبر عن
2
هويتها المذهبية والسياسية.
وكانت الراية تُحمل أثناء المعارك من فارس يُعرف بالشجاعة والتضحية لتزيد من عزيمة الجنود وتلهب حماستهم للقتال باعتبارها شعاراً لهم.
وكانت سهام العدو كثيراً ما توجه إلى حامل الراية، لأن مقتله يعني سقوطها، وبالتالي تثبيط عزيمة الجيش واختلال صفوفه.
3
العصر النبوي والراشدي... الأسود والأبيض
بعد مجيء الإسلام، أبقى النبي محمدﷺ على عادة رفع الرايات والألوية، فكانت له راية سوداء تسمى "العقاب" ولواء أبيض سمي "اللواء الأعظم"، إضافة إلى رايات بألوان أخرى، فحين جهز جيش مؤتة جعل الراية بيضاء، وفي معارك أخرى رُفعت رايات بيضاً وصفراً
4
ولواء أسود، حسب ما ذكر فاروق عمر فوزي في كتابه "الجيش والسياسة في العصر الأموي ومطلع العصر العباسي".
وليس ثمة تفسير لاختيار الرسولﷺ اللون الأبيض للواء المسلمين سوى ما ذكره عاصم محمد رزق في كتابه "رايات الإسلام من اللواء النبوي إلى العلم العثماني الأحمر"، من أن القرآن عبّر عن
5
أسمى ما أعده الله لعباده المخلصين في الجنة "كأنهن بيض مكنون"، أما الرسولﷺ فقال:
"عليكم بالبياض من الثياب فيلبسها أحياؤكم وكفنوا فيها موتاكم فإنها خير ثيابكم"،
لذلك لم يكن غريباً أن يحرص الرسولﷺ على أن تكون ألوية سراياه وغزواته المبكرة ذات لون أبيض. ولم يرد ما يوضح سبب اختيار
