على الرغم من زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من عدة نساء لاحقاً، إلا أنه ظل مخلصًا وخادمًا مخلصًا لصديقته الأولى وزوجته الأولى، السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. كان هذا الأمر بمثابة دليل واضح على تقديره واحترامه الكبير لها ولإيمانها.
وفقًا لسنة رسول الإسلام، ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت" (مسلم، كتاب فضائل الصحابة). هذا يعني أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم اختار عدم الزواج بأخرى أثناء حياة زوجته الأولى كعلامة على وفائه وحبه لها.
وقد شرح علماء الحديث والفقهاء مثل ابن حجر والإمام ابن كثير وأبو الفداء المقدسي معنى هذا القرار الكريم من قبل النبي صلى الله عليه وسلم. فقد أكدوا على أن سبب هذا الاختيار يكمن في احترامه العميق لخديجة وتميزها لديه. وقد خصها بفترة طويلة من الزواج امتدت لمدة ثمانية وثلاثين عامًا، ولم يشارك أحد آخر في تلك الفترة التي بلغت خمسة وعشرين سنة تقريبًا، مما يعكس حبها الخاص الذي لم يستطع مشاركته مع امرأة أخرى.
كما سلط هؤلاء العلماء الأضواء أيضًا على أهمية توقير وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ودعمه باعتبارها مسؤوليات إيمانية للمسلمين وفق قوله تعالى: "لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه...". وهذه المسألة تعتبر جزءًا من عقيدتنا الإسلامية حيث يجب الاحتفاء بتعاليم ديننا وشخصيتنا الروحية العليا.
وفي النهاية، تعتبر قضية تحديد تفاصيل كل حالة فردية ليست ضرورية بالنسبة لنا كمؤمنين لأن تركيزنا الأكبر يجب أن يكون متجه نحو فهم القواعد والمعاني العامة للدين بدلاً من التركيز على التفاصيل الدقيقة للأحداث التاريخية الشخصية والتي ربما ليس لديها ارتباط مباشر بطاعتنا وممارساتنا اليومية. لذلك، يمكن اعتبار رؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهذه الحالة الخاصة كتعبير عن حكمته ومعرفته بما هو أفضل وليس هنالك حاجة للشرح الزائد حول الخلفية الكاملة لهذه التجربة الدينية المحددة.