تويتر يعج بعدد كبير من غير الأكفاء في المجالات التي يتحدثون عنها بكل ثقة.
هل يستفزك هذا الأمر؟ هل تشعر بأن هناك شيء غير مفهوم في مستوى ثقتهم، يعميهم عن ملاحظة ضعف كفاءتهم؟
هنا سألخص وأترجم وأعلق على مقالة علمية مفيدة جداً بعنوان "لماذا يفشل الناس في إدراك ضعف كفاءتهم؟"
#ثريد
يؤكد عالم النفس المعروف David Dunning في هذه المقالة، بعد سلسلة أبحاث علمية سابقة أن الناس -عادةً- ليسوا بارعين بمعرفة الحدود التي تقف عندها معرفتهم وخبرتهم، وأن البعض يبالغ في مساواة نفسه بالآخرين حتى حين لا يملك المهارات والموهبة اللازمة.
فمن المحتمل إذن أن تصادف شخصاً لا يملك المهارة المناسبة لعمل معين، مدعياً قدرته على أدائه بشكل جيد ولكن لم يمنَح الفرصة، ثم تجده يندب وضعه وأن لا شيء كان ينقصه سوى الحظ وحده (وربما الواسطة)، ليس عناداً بل جهلاً بفقدانه لتلك المهارة، أو كما سماها Dunning: "الجهل بعدم الكفاءة".
ويبدو لي أن أحد التفسيرات المعقولة لهذا هو أن الخبراء في الأمور يقومون بأعمالهم بكل سلاسة، بعد أن تَغذَّوا بالتجارب الكافية التي جعلتهم يتعلمون من المنعطفات الدقيقة في سلسلة المهارات التي تعلموها والمعرفة التي يملكونها، أو يتقنون اختيار الأدوات المناسبة التي تساعدهم في الأداء.
حينها، يبدو ما يقومون به سهلاً (يظهر هذا -مثلاً- في الشعراء ولاعبي كرة القدم والموسيقيين)، هذا الإحساس المخادع بسهولة ما يقومون به قد يكون بسبب مهارتهم الفائقة للقيام به.
ومع ذلك قلة من الناس تدرك ذلك بعد المحاولة الجادة، بينما يصر البقية على أن لديهم أدوات النجاح تماماً كغيرهم.
