- صاحب المنشور: الحجامي بن العابد
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الرقمي المتسارع, أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية خاصة بين الشباب. ولكن هل هذه المنصات التي توفر لنا الفرصة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة حول العالم يمكن أيضا أن تكون سببا في الضغوط النفسية؟ الدراسات الحديثة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومستوى القلق والاكتئاب لدى الفئة الشابة. سنقوم بتحليل تأثير هذه الوسائل الاجتماعية على الصحة النفسية لهذه الفئة العمرية وكيف يمكن التعامل مع هذا التأثير السلبي ضمن حدود مقبولة.
يرتبط الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي بنماذج غير صحية للصورة الذاتية والمعايير الجمال التي غالباً ما يتم عرضها عبر الإنترنت. العديد من الباحثين يعتقدون بأن المقارنة المستمرة للعيش "الحقيقي" مع العروض المثالية عبر الإنترنت قد يؤدي إلى مشاعر عدم الكفاءة بالنفس وانخفاض احترام الذات. بالإضافة إلى ذلك، فإن التفاعل الافتراضي الذي يحمل الكثير من المعلومات الشخصية قد يجعل بعض الأفراد يشعرون بالانفصال عن الواقع الحقيقي وبالتالي زيادة الشعور بالاكتئاب.
بالإضافة لذلك، تعدد الأصوات والتوقعات المختلفة المنتشرة على هذه المواقع تزيد أيضاً من مستوى القلق والخوف من فقدان الثروة أو السلطة أو حتى الحب إذا لم يكن الإعجاب كافياً. هناك أيضًا قضايا تتعلق بالأمن والخصوصية حيث تعرض البيانات الشخصية للأفراد لهجمات القرصنة الإلكترونية مما قد يساهم في ظهور اضطرابات نفسية مثل الخوف من الخسارة.
ولكن رغم كل تلك النقاط السلبية المحتملة، يوجد جانب ايجابي محتمل لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وهو القدرة على الوصول إلى الدعم النفسي وإعادة بناء العلاقات الاجتماعية بطريقة أكثر فعالية. الشبكات الاجتماعية تسمح بإقامة مجتمع افتراضي يساعد الآخرين ويقدم نصائح واستشارات مجانية للمحتاجين. كما أنها تساعد الأشخاص الذين يعانون من عزل اجتماعي بسبب الظروف الصحية أو المكاني لتكوين صداقات جديدة وتشارك تجاربهم مع شبكة واسعة ومتنوعة.
في الختام، بينما ندرك المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والأثر السلبي لها على الصحة النفسية للشباب، فإنه يمكن الاستفادة منها لتحقيق نتائج إيجابية عند التعامل بحذر واتخاذ تدابير مناسبة لحماية سلامتنا النفسية. ومن الواجب تعزيز التعليم والإرشاد بشأن كيفية استخدام هذه الأدوات بدون المبالغة فيها للحفاظ على توازن جيد بين الحياة الواقعية والحياة الرقمية. وهكذا ستكون لدينا فرصة أفضل لإحداث تغيير إيجابي داخل المجتمع والشخصيات الفردية تحت مظلة تكنولوجيا وسائل الإعلام الجديدة.