في الإسلام، يجوز للمظلوم أن يدعو على ظالمه بشرط عدم تجاوز الحد وعدم التعدي في الدعاء. كما أكدت العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على استجابة دعوة المظلوم، منها قول الله سبحانه وتعالى: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ"، وقوله أيضاً: "وجزاء سيئة سيئة مثلها". ومع ذلك، نجد تشجيعاً متزايداً للعفو والتسامح، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "رحم الله رجلاً سمحاً إذ ساءه، إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى".
وعند الحديث عن الدعاء على الزوج تحديداً، يجب مراعاة طبيعة العلاقة التي تربط بينهما والتي تتسم بالقرابة والمودة والمعاشرة المستمرة. لذا، فإن طلب المغفرة والعفو قد يكون أفضل خيار لتحقيق السلام الداخلي والحفاظ على علاقة صحية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن توجيه الدعوات بإرشاد الطريق إلى الخير والصلاح للزوج بدلاً من التركيز على الانتقام.
وفي حالات وجود مظلمة واضحة وتعرض أحد الطرفين للأذى غير المشروع، ليس هناك مانع من الدعاء ضد الفاعلين طالما تم الامتناع عن التجني والكذب أثناء عملية الدعاء. ومع ذلك، يبقى العفو والإحسان هما الأصل المتبع للحفاظ على العلاقات الحميمة مثل تلك الموجودة بين الزوجين. ويذكرنا القرآن الكريم بذلك قائلاً: "وأنتظر رحمة ربك إنه لايضيع أجر المؤمنين."
ختاماً، عندما يتعلق الأمر بالدعاء على الزوج، فمن المهم توخي الحذر واتباع سنة الرِّفق والعفو قدر الاستطاعة. وليكن هدفنا دائماً البحث عن طريق الحق والخير وصلة الرحم مهما كانت الظروف.