على الرغم من انتشار اعتقاد بأن المرأة لا يجوز لها قطعا قص شعرها مطلقا حسب أحكام الإسلام، إلا أن هناك تفصيلات مهمة يجب فهمها. بناءً على رأي علماء الدين المؤهلين، فإن تحريم قص شعر المرأة يقتصر على حالات محددة:
1. عندما يكون الهدف التصرف بشكل مثير أمام الغرباء.
2. عندما يسعى الشخص لتقليد المشابهات الكفر أو الفاسقات.
3. عندما يتم القص بطريقة تجعلها مشابهة لشعر الرجل.
4. إذا تم تنفيذ عملية القص بواسطة شخص أجنبي عن المرأة، مثل المحلات التي تقدم خدمات تصفيف الشعر غير القانونية.
5. بدون الحصول على موافقة زوجها.
هذه الحالات واضحة وعقلانية، حيث يكمن الحكمة في منعها في منع التبرج وغيرها من السياقات المسيئة المحتملة. ومع ذلك، إذا كانت دوافع المرأة شرعية مثل التجميل لصالح الزوج، أو بسبب عوامل وظروف الحياة اليومية -كالاستمتاع بشعر أقل كثافة وصيانة سهلة- فتكون حرّة في اتخاذ القرار بشأن قصة شعرها. وهذا يرجع إلى قاعدة الإباحة العامة للعادات والتقاليد الإنسانية حتى تثبيت الأدلة المضادة من القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف.
إضافة لذلك، هنالك دليل واضح يسمح بقص شعر المرأة جاء عبر حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن رضى الله عنه: "كان أزواج الرسول يقصرّن من رأسيهن حتى يبدو كالوفيرة". يستخلص هنا الإذن بممارسة التقليم والخفة للنسوة دون أي مانع مذهبي ظاهر. يؤكد العديد من المفسرين والمختصيين بهذا المجال أن عدم وجود أدلة متعارضة ضد تقليم الشعر لدى النساء يترك الباب مفتوحًا للإباحة والصلاحية الشخصية للمرأة فيما يتعلق بذوقها الخاص ورغبتها الذاتية.
وبينما تبدو الأفكار المرتبطة بتوفير الشعر كمصدر للاستارة يوم القيامة محفزة لمراجعة الذكريات التاريخية والاستشارات الحديثة للأديان الإسلامية؛ فهي ليست مدعومة بالأسانيد الواضحة المقبولة ضمن تراثنا الإيماني الثمين. ولذلك ينصح بالحذر والتأكّد من مصداقيتها قبيل الموافقة عليها عقائدياً.
وفي النهاية، تبقى الحرية الاختيارية لكل امرأة مسلمة قائمة طالما كانت نواياها حسنة وحلالاً وضمن حدود حدود الأخلاق الاجتماعية والقوانين الدينية المكتسبة والمعترف بها عالم الدعوة والجماعة الإسلامية العالمية.