- صاحب المنشور: حمدان الشريف
ملخص النقاش:
يشكل تغير المناخ تحدياً كبيراً للزراعة حول العالم. حيث يتسبب التغيرات الشديدة في درجات الحرارة والمواسم الرطبة والجافة غير المنتظمة في انخفاض الغلة الزراعية وتآكل التربة وفقدان تنوع المحاصيل. يؤثر هذا بطرق مباشرة وغير مباشرة على اقتصاديات الدول اعتمادًا على مدى مساهمتها القوية في قطاع الزراعة.
في البلدان المتضررة بشدة مثل تلك الواقعة بالقرب من خط الاستواء أو المناطق الجبلية المرتفعة, يمكن أن يصبح الفقر الغذائي مشكلة حادة بسبب تقلبات الطقس المفاجئة وانخفاض إنتاجية الأرض الزراعية. بالإضافة إلى ذلك, قد تتطلب التعامل مع آثار تغيُّر المناخ -كالاستثمار في البنية الأساسية للمياه وإعادة التشجير والتكنولوجيا الحديثة- أموالا كبيرة مما يزيد الضغط على موارد الحكومات المحلية والوطنية.
التأثيرات طويلة الأمد
على المدى الطويل, يستطيع تغيير نظامنا الزراعي للتكيف مع الظروف الجديدة تحقيق مستوى أكبر من الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي. وذلك عبر البحث المستمر في أصناف جديدة من النباتات التي تتحمل ظروف الجفاف والحرارة العالية, وكذلك تطوير طرق الري الأكثر فعالية وكفاءة للحفاظ على المياه.
كما ينبغي النظر أيضاً في دور السياسات الحكومية لدعم المزارعين الصغار ومتوسطي الأحجام الذين غالبًا ما يعانون أكثر من الآخرين جراء هذه التحديات البيئية. إن تقديم الدعم لهم ليس فكرة خيرية فحسب ولكنه استراتيجية ذكية لتعزيز القدرة الذاتية للأمن الغذائي الوطني وأثره الاقتصادي الإيجابي المحتمل.
الحلول المقترحة
ومن بين الحلول الأخرى المثمرة والتي تستحق الدراسة بعناية هي استخدام الطاقة الشمسية لإدارة عمليات ري محسنة ومستدامة، وقد أثبتت عدة دراسات جدوى هذا النهج خاصة عندما يتم دمجه باستخدام رقائق الذكاء الاصطناعي لمراقبة حالة نمو المحاصيل واتخاذ قرارات تحكم الري بناء عليها.
وفي النهاية فإن الاستجابة الفعالة لتغير المناخ في القطاع الزراعي ليست قضية بيئية خالصة بل إنها أيضا مسألة اقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية تستوجب جهوداً مشتركة لكل مجتمع عالمنا اليوم.