في إطار الحرص على تطبيق الأحكام الشرعية، فقد صدر مؤخراً قرار وزاري ينظم طريقة أداء الصلاة داخل المساجد فيما يتعلق باستخدام مكبرات الصوت. يشترط القرار عدم رفع الصوت بشكل يعيق سماع القراءات للآخرين خارج حدود المسجد نفسه، مع التركيز على الاحترام الكامل لمن لديهم حاجات خاصة مثل المرضى وأصحاب الأعذار الصحية. وهذا يتماشى تماماً مع ما ورد عن الشيخ العلامة ابن تيمية رحمه الله حيث أكد أنه "ليس لأحد أن يجهر بالقراءة بما قد يؤذي الآخرين".
ومن الجدير ذكره هنا نقطة مهمة وهي ضرورة اتساق إجراءات الحكومة بين مختلف جوانب المجتمع. فلا يجب أن نرى تساهلاً مع بعض الفئات بينما يتم فرض قيود صارمة أخرى. فالجميع يستحق الرعاية والتوجيه لتحقيق مصلحة الجميع ضمن إطار الشريعة الإسلامية.
بالانتقال إلى الجانب التاريخي للموضوع، فإن الأمر المتعلق بالإقامة تحديدًا يختلف بناءً على السياقات المختلفة. إن لم يكن الغرض هو حظر الصلاة ذاتها -وهو أمر يصعب تصوره نظرا لتطور التقنيات الحديثة- فهناك دليل واضح من السنة النبوية يفيد بأن الإقامة كانت تُعلن خارج المسجد كذلك، مشابه للأذان ولكنه أقل ارتفاعاً (أي بدون استخدام مكبرات صوت). وبالتالي، يبقى العمل وفق هذه القواعد متوافقا مع التعاليم الدينية.
وفي النهاية، ندعو المسؤولين إلى مراجعة شاملة لهذه التعليمات الجديدة للتأكيد على أنها تضمن رضا الله وتخدم المصالح العامة لجميع أفراد المجتمع.