• صاحب المنشور: بن يحيى بن داود
  
  ملخص النقاش:
  مع تطور التكنولوجيا بسرعة غير مسبوقة، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا حيويًا من العديد من الصناعات. هذا الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي أثّر بشكل كبير على سوق العمل بطرق متعددة ومتنوعة - بعضها قد يوفر فرصاً جديدة بينما يشكل البعض الآخر تحديات للوظائف التقليدية. سنستعرض هنا التأثيرات الرئيسية لهذه الظاهرة وتداعياتها المستقبلية.

الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي

1. توفير الوقت والزيادة في الإنتاجية: يمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي القيام بمهام رتيبة ومملة، مما يسمح للموظفين بالتفرغ لمهام أكثر تعقيداً تحتاج إلى حكم بشري وإبداع.
2. تحسين الدقة والموثوقية: تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي عادة على كميات هائلة من البيانات لتقديم حلول دقيقة وموثوقة، وهو أمر ليس دائماً ممكناً للإنسان بسبب حدود البشر الطبيعية مثل الأخطاء البشريّة والإرهاق البدني والعقلي.
3. خلق وظائف جديدة: مع تطوير تقنيات جديدة واستخداماتها المتزايدة، ستظهر حاجة ملحة لمختصين جدد في مجالات مثل التعلم الآلي وتحليل البيانات وصيانة البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

الخسائر المحتملة لسوق العمل

1. إزاحة الوظائف الروتينية: أحد أهم الجوانب السلبية لاستخدام الذكاء الاصطناعي هو الحاجة المتناقصة لوظائف تتطلب مهارات بسيطة ويمكن تدريب روبوتات عليها بأقل تكلفة وأعلى كفاءة مقارنة بالأجور المرتفعة اللازمة لدفع أجور العاملين البشريين الذين يؤدون هذه المهام حالياً.
2. القدرة على أداء وظائف عالية المهارات: لقد تقدمت تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة وتمكن الآن من فهم اللغة وفهم السياقات المعقدة واتخاذ القرارات المتعلقة بها بكفاءة كبيرة حسب حالة استخدام معينة، وهذا يعني أنه سيصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي استبدال عدد أكبر من الوظائف ذات الكفاءات الفائقة والتي كانت محصورة سابقًا في مجال الأعمال التجارية أو القطاعات المالية وغيرها الكثير.
3. التأثيرات الاجتماعية والنفسية: الاستعانة الكبير بالسوق العالمي للذكاء الاصطناعي سيتسبب أيضًا بتغييرات اجتماعية عميقة حيث يتضاءل دور الإنسان في العمليات اليومية اليومية وبالتالي فقدانه الشعور بالانتماء لأعمال المجتمع المحلي ورفاق الحياة الذي اعتادوا عليه عبر تاريخ طويل مضى . بالإضافة لما سبق ذُكر؛ فإنّ حتمية البطالة الناجمة عنها ستكون لها آثار نفسية مدمرة للغاية خاصة بالنسبة للأجيال الشباب المقبلة المسؤولة مستقبلاً عن إدارة كل تلك الاختبارات الرفيعة المستوى!

في النهاية، يبدو واضحا تمامًا كيف يمكن لهذا التحول الرقمي الثوري أن يُحدث تحولات جذرية في عالم الشغل والدخل والمعيشة نفسها إن تم التعاطي معه بحكمة ورؤية بعيدة المدى تجنبًا للتبعات الخطرة المؤثرة سالفة البيان أعلاه.