- صاحب المنشور: مها الغنوشي
ملخص النقاش:تعدّ وسائل التّواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأشخاص اليوم. فقد سهّل الإنترنت والهاتف الذكي الاتصال بين الناس حول العالم، مما أدى إلى زيادة كبيرة في استخدام هذه الوسائل. ولكن هناك جانب مظلم لهذه الثورة الرقمية؛ إذ تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة قوية بين الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والصحة النفسيّة للشباب تحديدًا.
في هذا السياق، يمكننا رصد بعض التأثيرات السلبيّة القادمة من تلك المنصِّات التي تستنزف كثيرًا من الوقت والجهد العاطفي لدى مستخدميها، خاصة الشباب الذين هم أكثر عرضة للانخراط بنشاط أكبر عبر صفحاتها المختلفة. على سبيل المثال، غالبًا ما يُشار إلى مشاكل مثل الاكتئاب والقلق والتوتر كمشكلات شائعة ترتبط باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة. فمن ناحية، قد يؤدي الشعور بالغيرة أو المقارنة المستمرة مع الآخرين بسبب الصور المثالية والمُعالجة جيدًا والتي يتم مشاركتها على هذه المنصات، إلى انخفاض تقدير الذات وصعوبات تتعلق بصورة الجسم.
ومن جهة أخرى، فإن التعرض المستمر للمعلومات السلبية والأخبار الصعبة يمكن أيضًا أن يسهم في تقليل الرفاهية النفسية لدى الفرد. بالإضافة لذلك، يعتبر عدم القدرة على فصل الحياة الشخصية عن الحياة عبر الشبكة العنكبوتية أحد المخاطر الأساسية المرتبطة بوسائل الإعلام الاجتماعية. حيث أنه حتى خارج نطاق هاته المواقع، يستطيع الأفراد الاستمرار في متابعة الأخبار والتفاعل مع المحتويات المُنشرَّة عليها، ممّا يشكل عبء نفسي مضاعفا لهم.
وعلى الرغم من تأثيراتها الضارة المحتملة، إلا أنها ليست كلها سلبيات فيما يتصل بصحتنا العقلية والنفسية. فأحياناً تعد وسائل التواصل الاجتماعي مصدر دعم كبير بالنسبة للأفراد المصابين بأمراض مزمنة وغير ذلك من الحالات الصحية الأخرى. فهي تسمح بتبادل الخبرات والمعرفة المتعلقة بالحالة المرضية الخاصة بهم ويتيح مجالا للتعبيرعن المشاعر وتقديم الدعم الاجتماعي الذي يساعد في عملية الشفاء.
وفي خِتام المطاف، يبدو واضحا وجليا ضرورة وضع حدود عند استعمال خدمات التواصل الإجتماعي للحفاظ على توازن حيوي لصالح حياتنا الروحية والعقلانية، وضمان تحقيق قدر مناسب وملائم من السلام الداخلي والسعادة العاطفية