هل فعلاً يمكن اعتبار الفائدة المالية تشبيها بالإيجارات؟

يحذر علماء الدين المسلمين بشدة من استخدام القياس الفاسد لتبرير الأفعال المحرمة شرعاً، مثل القروض بفوائد (الربو). فهم يشددون على ضرورة التمييز الواضح ب

يحذر علماء الدين المسلمين بشدة من استخدام القياس الفاسد لتبرير الأفعال المحرمة شرعاً، مثل القروض بفوائد (الربو). فهم يشددون على ضرورة التمييز الواضح بين الأشياء المتشابهة والتي فرق الشرع بينها. مثال ذلك، رفض النبي محمد صلى الله عليه وسلم تشبيه الفائدة مع البيع باعتباره "كالذي يأكل الله وأيديه". كما ورد في الحديث القدسي الذي رواه أبو داود وابن ماجة: "أيها الناس اتقوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن, واتقوا الربا", مفسرا ذلك بأن "الفواحش" هي الزنا وشبهه, وأن "الربا" يعني الفائدة في المعاملات التجارية.

بالعودة لسؤالك حول شراء منزل عبر اقتراض المال بفائدة من البنك, يجب التنبيه أنه رغم وجود ازدواج ظاهري - حيث تقضي فترة بدون ملكية المنزل ولكن تدفع رسوم شهرياً-, هناك اختلاف جذري في طبيعة كل إجراء. حين تستأجر عقارا, أنت مستأجر بموجب عقد ملزم يدفع مقابلا نقدياً لاستخدام العقار خلال فترة زمنية محددة. بينما عند الاقتراض بفائدة, يتم تقديم المال لك بناءً على اتفاقية تعهد برد المبلغ الأصلي بالإضافة إلى مكافأة اضافية كتقدير لخدمتك كعميل. وهذا الأخير يعتبر "ربا"، وهو عمل يحرمه القرآن الكريم بصراحة ويصف أصحابه بأنهم "لا يقومون إلا كما يقوم الذين يتخبطهم الشيطان من المس".

كما ذكر الشيخ ابن تيمية رحمه الله فيما يتعلق بالقروض بفوائد:"القارض إذ يقدم أموال له الآخر قد قدمها لإرجاع مثلها وليس لفائدتها؛ وهكذا فعل الصحابة رضوان الله عليهم...أما القراض بفائدة فهي كبيرة."

وفي النهاية, تبقى القروض بفوائد مخالفة للإسلام تمامًا مهما حاول البعض تبريرها. إنها ليست مجرد مسألة تقدير شخصي أو اجتهاد علمي، بل حكم قطع واضح تمام الوضوح وجاء تصريح بالتأكيد منه سبحانه وتعالى نفسه.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات