أثار المؤلف سند الشرقاوي نقاشًا جذابًا حول مسألة كيفية تعايش الفكر الجديد والمبتكر مع الهيكل المعقود للحياة الواقعية. يُظهِر التصادم بين أفكار زهور بن شماس وسهام البوزيدي تفاعلاً عميقًا حول دور "الجسور" في تطوير المجتمع وإثراء التجربة الفكرية. يُنظَر إلى هذه الجسور، كما ذكر سند، على أنها بناءات محتملة للوصول بين المعارف الحالية والأفكار الجديدة، حيث تُطَرِّق أفكار مختلفة إلى ذهن جامع واحد.

ومع ذلك، تساءل سهام البوزيدي عن فائدة هذه الجسور التقليدية في حال كانت مصيرها أن تُفِضِّل بين المشابهات وألا تُعطِي الفكر نفسه لاستكشاف طرق جديدة. يجادل سهام في أن مغامرات الفكر قد تختلف عن الخطوط المسدودة والمحددة، فهي بحاجة إلى استثمار جهود كبيرة لاستكشاف المجهول، بدلاً من ركوب مسارات معروفة قد تُزيل من خطورة وإمكانية التحري النقدي.

التواصل والاستقرار المجتمعي

يشير زهور بن شماس إلى أن التوازن يبدو مفتاح الأمر في هذا السياق، حيث تُكَّلِّف المجتمعات ببناء جسور لتواصل الأفكار دون فقدان صلابة أو نضجها. في رأيه، يمكن للجسور أن تساعد في مزج العقول المختلفة مع بناء سرديات جديدة تُعطي زخمًا للنقاش والتطوير، وذلك دون التضحية بعمق الأفكار أو استقرار المجتمع.

بينما يُعزِّز سهام البوزيدي فكرة تساؤل مستمر حول طبيعة هذه الجسور، إذ يؤكد أن الفيضانات المفكرية - ولا علاقة لها بالتواصل فحسب بل تُثِّر أيضًا الخلاف والمناظرة - هي التي تُحدث في نهاية المطاف ثورات حقيقية. يشير إلى أنه من المهم احترام الأفكار المتباينة والسماح لها بالعبور دون مجبرها على فصل صغائر، حيث تُمْكِّن هذه التنوع من نمو شامل أعمق يتناسب مع غرابة وتأثير المجتمع.

الخلاصة

يُظْهِر النقاش بين هؤلاء المفكرون كيف يمكن أن تكون "الجسور" إما محركًا للتطور والابتكار، أو عائقًا يمنع التغلب على الأوهام المتأصلة. في سياق تقدم المجتمعات وفهمها لذاتها، تظل هذه الأسئلة مفتاحًا لتطور التفكير والتبني الإبداعي لمستقبل يُشارك فيه جميع أصوات الفكر.