على الرغم من انتشار روايات وتفسيرات عديدة لدى بعض المؤرخين والتراثيين، إلا أنه ليس هناك دليل قطعي في النصوص الدينية الإسلامية الرسمية - سواءً في القرآن أو الحديث النبوي الشريف - يشير تحديداً إلى الموقع الدقيق لهبوط سيدنا آدم وسيدتنا حواء من الجنة. يعترف الإسلام بأن آدم وحواء هما أول إنسان وزوجته على وجه الأرض، ولكن تفاصيل موقع الهبوط المتحديد غير واضحة في المصدر الرئيسي لدينا.
في الواقع، الآية الكريمة التي تشير إلى هبوطهما تقول: "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فقُلنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ" (البقرة: 36). وهذه الآية تحكي قصة الخروج من الجنة بدون ذكر الموقع المحدد. بالإضافة إلى ذلك، العديد من الروايات التاريخية والمرويات الشعبية التي تربط هبوطهما بمواقع معينة مثل الهند أو جدة تعتبر مجرد تكهنات تاريخية وليست جزءاً معتقداً أساسياً في الدين الإسلامي.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن المعلومات الواردة في تلك الروايات غالباً ما تستقى من التقاليد اليهودية والمسيحية القديمة، والتي ليست ذات صلة وثيقة بالإسلام بقدر ما هي معرفتهم الخاصة بتلك القصص الكتابية. لذلك يجب التعامل مع هذه التفاصيل بحذر وعدم اعتبارها حقائق ثابتة.
أما بالنسبة لأقوال الصحابة والعلماء المسلمون القدامى الذين حاولوا تقديم تخمينات بشأن أماكن الهبوط المحتملة، مثل قوله بأنه ربما نزلا بالأرض المعروفة باسم "دحنا"، فهو مجال للاختلاف الفقهي وليس اعتقاداً متفق عليه.
وفي النهاية، ينبغي للمسلمين التركيز على العقائد الأساسية والثوابت الدينية التي وردت بشكل واضح وصريح في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بدلاً من البحث عن تفاصيل صغيرة قد تكون محل نقاش وتأويل بين المفسرين عبر التاريخ.