- صاحب المنشور: محفوظ الطرابلسي
ملخص النقاش:
يبحث هذا النقاش حول مخاطر الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي خاصاً. ينطلق النقاش من مقالة كتبها محفوظ الطرابلسي والتي تتساءل عما إذا كانت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى شيوع مرحلة "بعد المعلمين"، وأصبحت مسيرة التعليم مجردة وميكانيكية، متجاهلة الاحتياجات الشخصية والنفسيّة للطلبة. ويُثير هذا الخطاب قلقاً مشروعاً حول احتمال ضياع العنصر الإنساني الحيوي في عملية التعليم.
يستعرض المنتدى مجموعة من الأصوات المختلفة، بداية مع منتصر بالله الصالحي الذي يؤكد على أهمية النظر في تأثيرات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على التعليم من منظور يتجاوز مجرد الربحية والكفاءة التقنية. فهو يشجع على تقييم مدى قدرة هذه الأدوات على تقديم الدعم النفسي الشخصي المستديم والذي يعد أساسيا لكل طفل. وفي السياق نفسه، يتماشى أمين السيوطي مع هذا الاهتمام، مشيرا إلى الخطر الذي قد يخلفه الشغف بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي - بإزالة الجانب الانساني المهم في التدريس. يقول إن الطبيعة المجردة للأجهزة قد تحد من الفرص المتاحة للتعاطف والعطف – عناصر رئيسية ليست بمقدرتها أدوات الذكاء الاصطناعي. ومن ثم، تبقى المسألة الأكثر بروزا وهي كيفية دمج وسائل التكنولوجيا والتقنيات الجديدة ضمن نهج بشري مستمر. هنا، تقدم غنى المنصوري رؤيتها، موضحة كيف يكشف التعلم عبر الإنترنت نقاط قوة لكن أيضاً نقاط ضعف حين يتعلق الأمر بالتفاعلات الاجتماعية والأثر العاطفي. فتأكيداتها ذات مغزى كبير عندما تناشد بالحفاظ على شخصية المعلم ودوره الداعم في الثقة الذاتية للطلاب. أخيرا وليس آخراً، تعليق إكرام المهيري يجسد التوجه العام للدراسة؛ فالذكاء الاصطناعي رغم كفاءته ومرونته في توصيل الحقائق العلمية، يبقى أقل بكثير من المعلم البشري فيما خص الوظائف العاطفية والنفسية المتعددة الأبعاد اللازمة للنمو الحقيقي للطالب. وبناء عليها، تصبح حاجة واضحة لإعادة ضبط سياسات التعليم لتعزيز وإعطاء الأولوية لهذه الروابط الانسانية المفتاحية في المناهج التعليمية الحديثة.