في وقت انتشار الأمراض المعدية مثل جائحة كورونا، يسعى الكثير من الناس للبحث عن أدوية وحلول دينية لتحقيق الأمان والحماية. أحد الأدعية المنتشرة يشمل "تحصنت بذي العزة"، وغيرها من عبارات التعظيم لله. فعلى الرغم من أهمية البحث عن العلاج الطبي، فإن الأدعية الشرعية لها مكانها الخاص أيضًا.
وفقاً للشريعة الإسلامية، التحصن بالأدعية الرقية المشروعة هو دليل على اقتداء المسلم برسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، والذي كثيراً ما طلب الحماية والاستعاذة من الأمراض المختلفة. يُعتبر الاستغفار من الوباء ومختلف أنواع الأمراض جزءاً أساسياً من الدين الإسلامي، كما أثبت علماء الحديث مثل الإمام أبو داود والحافظ ابن حجر أن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لرفع الوباء تشجع المسلمين على فعل الشيء نفسه.
ومع ذلك، ينبغي التأكد دائماً من أصالة الأدعية المستخدمة. بينما الدعاء المطروح -على الرغم من أنه يحتوي على تعبيرات إسلامية نقية- لم يتم تسجيله بشكل واضح في الكتب المقدسة، فإنه يسمح باستخدامها طالما أنها تتفق مع العقيدة الإسلامية ولا تُعطى أي قيمة خاصة فوق النصوص القرآنية والسنة النبوية الأخرى. يجب عدم التركيز فقط على هذه الأدعية بعينها بل أيضاً الرجوع إلى الأدلة الأثيرة والموثقة الموجودة داخل الكتاب والسنة.
بالإضافة إلى الاعتراف بدور العلم الطبي الحديث، فإن اللجوء إلى الدعاء يحقق المزيد من الخضوع والخنوع أمام الرب جل وعلا. إنه ردٌ لاستراتيجي لبلوى الحياة يعكس الثقة الراسخة بالإرادة الإلهية ويؤكد دور البشر في أعمال الخير والصلاة والدعاء باعتبارها وسائل لتخفيف الألم والمعاناة. إنها طريقة لإظهار الامتنان والقناعة بكل ما يجده الإنسان في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم.