الحمد لله، جاء الإسلام بالأمر بصلة الرحم والإحسان إليها، حتى لو كانت تؤذيك وتقاطعك. وقد أمر القرآن الكريم بـ "ادفع بالتي هي أحسن"، مما يعني مواجهة الإساءة بالإحسان. هذا النوع من التعامل يؤدي إلى محو الضغائن وتحويل العدو إلى ولي حميم، وفقاً لما ورد في سورة فصلت الآيتان ٣٤ و٣٥. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات عندما يكون التنصل منهم ضروريًا للحفاظ على الدين أو سلامتك الشخصية.
على سبيل المثال، روى أبو هريرة قصة لرجل اقترح فيه رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عند وجود قرينات تقطعن صاحبها وتؤذونه، ويكون الإنعام عليها دون نتيجة، يمكن اعتبار الهجر لهم -حتى ولو لفترة قصيرة- أفضل حل لحفظ دين المرء ودنياه. وهذا الرأي يدعمه العديد من العلماء بما في ذلك ابن عبد البر وابن القيم الذين أكدوا أنه يجوز تجنب الأشخاص المؤذيين لحماية الدين أو الحياة.
في حالة السائل الذي يعاني من أقاربه المؤذيّين، قد يسمح له ترك زيارتها إن أدت الزيارة لمخاطر محتملة أو فساد لدينه أو حياته الزوجية. يجب دائماً التذكر بأن هدفه الرئيسي هو التقليل من الأذى والحفاظ على إيمانه وصلاح حالاته الاجتماعية والعاطفية.
وفي النهاية، يعتمد القرار بين اختيار المثابرة في الحب رغم كل شيء وإيجاد المسافة اللازمة لتجنب الألم الشخصي بشكل شخصي ومباشر على الظروف الفردية لكل فرد وحكمته الخاصة.