في ظل الظروف المعاصرة التي تشهد تصاعداً واضحاً في درجات الحرارة عالمياً، تأتي قضية تغير المناخ كأحد أهم الملفات الحرجة التي تواجه البشرية اليوم. تتعدد الآثار والتداعيات نتيجة لنشاط الإنسان المتزايد وتغيُّر النظام المناخي للأرض بشكل ملحوظ. وهذا الأمر يستوجب دراسة متفحصة وتحليلاً عميقاً للظاهرة ومعرفة طرق الإدارة الفعالة لها.
تتنوع مصادر الانبعاثات الغازية الضارة الناتجة عن نشاط الإنسان مثل حرق الوقود الأحفوري الصناعي والصناعات الأخرى المختلفة بالإضافة لتغير استخدام الأراضي الزراعية وبناء المدن الجديدة، مما يؤدي لإطلاق غازات الدفيئة بكميات كبيرة. هذه الغازات تحبس الطاقة الشمسية داخل طبقات الغلاف الجوي العلوية وتعزز بذلك ارتفاع درجة حرارة الارض.
من بين تلك التأثيرات الواضحة لتغير المناخ؛ ذوبان الجليد البحري القطبي وارتفاع مستوى سطح البحر، فتسبب الفيضانات المدمرة لكثيرٍ من المناطق الساحلية حول العالم بما فيها مناطق حضرية كثيرة. كذلك أصبح الطقس غير قابل للتوقع مع تواتر حالات الأمطار الشديدة والجفاف والجفاف المتطرف والحرائق البرية وغير ذلك الكثير.
ومما يزيد الوضع تعقيدا أن كوكب الأرض لديه قدرته الطبيعة الطبيعية الخاصة له للتكيف ولكن بمعدلات بطيئة للغاية بحيث أنها قد تكون محدودة جدا بالمقارنة بسرعة التغيرات البيولوجية والنظم الاجتماعية والإقتصادية الإنسانية الناجمة عنها. لذا فإن العمل الجاد الآن ضروري أكثر من أي وقت مضى للحفاظ على الاستقرار العالمي وحماية الكائنات الحية وموارد الحياة للمستقبل.
لتخفيف وتقليل تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري يجب التركيز على عدة عوامل رئيسية وهي:
1. التحول السريع نحو استخدام الطاقة المتجددة واستثمارات واسعة النطاق للتحول الأخضر بصورة عامة.
2. إعادة النظر بكفاءة استهلاك الموارد الطبيعية عبر تبني تقنيات جديدة وعادات حياة مستدامة تقلل من البصمة الكربونية لكل فرد.
3. زيادة التشجير وزراعة أشجار جديدة ليس فقط لتحسين التنوع الحيوي ولكنه أيضا لامتصاص ثاني أكسيد الكربون وتحويله لشكل مفيد آخر ضمن دورة طبيعية طبيعية للدورة الكيميائية للغلاف الجوي والأرضية.
إن إدراك خطورة وضعنا الحالي واتخاذ إجراءات سريعة وعمل مشترك دولياً ستكون مفتاح نجاح جهود التعامل المثلى مع تحديات تغير المناخ. إنها مسؤوليتنا التاريخية اتجاه أبنائنا وأنفسنا نحمي ذاتنا ونضمن بيئة صحية وغنية بالأكسجين لأجيال قادمة!
