على الرغم من وجود فضل وثناء لقراءة آخر عشرة آيات من سورة آل عمران، إلا أنه لا يوجد حديث صحيح نبوي يشير إلى أن قارئها سيحصل على أجرة عبادة ليلة كاملة. ومع ذلك، فإن الاحاديث التي تم تناقلها تشدد على أهميتها وقيمتها العظيمة.
قال الصحابي الجليل عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: "من قرأ آخر آل عمران في ليلة، كتبت له قيام ليلة". وعلى الرغم من ضعف سند هذا الحديث، فقد أكّد علماء الدين مثل الشيخ الأرناؤوط على عدم صحته بشكل كامل.
ومع ذلك، ثبت لدى البخاري ومسلم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله إنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه الآيات عند الاستيقاظ من النوم. وقد استدل العديد من العلماء بأن هذا يؤكد على استحباب قراءة هذه الآيات المباركة عند الاستيقاظ.
وعلى الجانب الآخر، هناك أحاديث أخرى تتحدث عن فوائد قراءة عدد محدد من الآيات خلال الليلة. فعلى سبيل المثال، روى الإمام أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم بإسناد حسن عن تميم الداري -رضي الله عنه- قوله: "من قرأ بمئة آية في ليلة كتبت له قنوت ليلة". يفسر بعض العلماء هنا القنوت بأنه أداء واجبات وخضوع لله عز وجل طوال تلك الليلة.
ومن المهم التأكيد على أن فوائد قراءة القرآن الكريم ممتدة ومتنوعة، وأن التركيز الزائد على تفاصيل معينة قد يؤدي إلى الانشغال عنها. فالقرآن هدى ونور لكل من يسلك به الطريق المستقيم. نسأل الله أن يرزقنا فهم كتابه وحفظ سنته.
