في الإسلام، يمكن تسمية الأطفال بأسماء آبائهم وجدّاهم، وهو أمر يعكس محبة القائم بهذا التصرف لأصوله وتقديره لحياة من مضوا قبلنا. هذا النوع من التسميات يُعد جزءاً من تعبيرات الاحترام والحفاظ على الذكريات الجميلة للوالدين والأجداد الذين تركوا أثراً عميقاً في حياتنا.
وفقًا للإسلام، هناك حالتان يجب النظر فيهما لتحديد حكم تسمية الطفل باسم جدّه أو جدته:
1. عندما يطلب الأب تحديد الاسم: في هذه الحالة، تنفيذ طلب الأب يعد كأحد أشكال البر والإحسان تجاهه. حيث يشجع الدين الإسلامي طاعة الوالدين والتواصل مع رغباتهم ومعتقداتهم ضمن حدود المعقول والمباح. لذلك، لو طلب والد أحد الأشخاص تسمية طفله باسمه، فقد يكون الامتثال لرغبته طريقة مباركة للتعبير عن الولاء والاحترام للعائلة.
2. بالنسبة للحالات الأخرى، مثل وفاة أحد الوالدين سابقًا، أو وجودهما بلا طلب واضح لاستخدام اسمهما: هنا تصبح التسمية اختيارياً وليست واجبة. رغم أنها قد تكون مؤشرا للتعلق والعلاقة الوثيقة بالحياة السابقة للطفل وتعزيز المكانة الروحية للوالدين أو الأجداد، إلّا أن تلك ليست بالتزام ديني ملزم. ولكن بما أن التسمية تدور حول نية صادقة ودافئة نحو الأحباء المتوفين، فهي عمل محمود وقادرٌ على إدخال الفرح لقلب الشخص الذي يتم تكريم ذكراه عبر هذه الطريقة.
على سبيل المثال، بينما يوضح الحديث النبوي - المرتبط بمولد الغلام إبراهيم صلى الله عليه وسلم - أهمية استخدام أسماء الأنبياء للتسميات الجديدة، فإنه لا يوحي بأن استخدام أسماء الوالدين أو الأجداد أمر مهم بشكل خاص أو ضروري دينياً. بدلاً من ذلك، يبقى الأمر مرتبطاً بتقدير الأفراد لما يرونه مناسباً وكيف يسهم هذا الاختيار في توثيق روابط العائلة واحترام تاريخها المضئ. وبالتالي، بينما تعتبر تسمية الطفل بنفس اسم جده علامة حب كبيرة وتقدير كبير للقيمة التاريخية لهذه الشخصية البارزة داخل الأسرة، تبقى هكذا خطوة قرار شخصي وليس قاعدة قانونية مهيبة تتطلب الاستجابة لها بغض النظر عن الظروف. وفي النهاية، سواء اتخذ المرء القرار باتباع سنة رسولنا الكريم الكريم في اختيار الأسماء المستمدة من قصة حياة الانبياء أم اختار تقليد اسلاف معروفة جيداً لدى أفراد عائلته الخاصة، ستظل نواياه النقية هي الفيصل الحقيقي لفهم وحكم شرعية أي فعل يقوم به المسلمون.