- صاحب المنشور: عبد الهادي البلغيتي
ملخص النقاش:تواجه العملات الرقمية المشفرة مثل البيتكوين والاثريوم تحديات كبيرة فيما يتعلق بتأثيرها المحتمل على الاستقرار الاقتصادي والمالي العالمي. هذه الأصول الجديدة التي تعتمد تقنية البلوكشين تتميز بالتقلب الشديد وعدم وجود سلطة مركزية تحكم قيمتها. هذا الطابع الفريد يجعل التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها غير واضحة تماما. من جهة أخرى، يمكن لهذه العملات تقديم حلول مبتكرة للمشاكل التقليدية المتعلقة بالنظام المصرفي الحالي.
على سبيل المثال، توفر العملات الرقمية القدرة على إجراء التحويلات المالية الدولية بسرعة وبأسعار أقل بكثير مما هو عليه الوضع مع النظام المصرفي التقليدي. كما أنها قد تقلل من الحاجة إلى الوسطاء في المعاملات التجارية، مما يعزز الكفاءة والتنافسية العالمية. ولكن، الجانب السلبي الرئيسي يكمن في طبيعتها المنخفضة التنظيم والتي جعلت منها ملاذا لأنشطة غير قانونية وأنشط الضخ والتصريف ("pump and dump") في الأسواق الناشئة.
الأثر الاجتماعي
بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية، لها تأثير اجتماعي كبير أيضا. فهي تعطي الأفراد الذين ليس لديهم حساب مصرفي الوصول إلى نظام دفع جديد ومبتكر. بالإضافة لذلك، تعمل بعض المنظمات الخيرية باستخدام العملات الرقمية لتوصيل المساعدات الإنسانية مباشرة للأفراد المحتاجين عبر الحدود الوطنية.
الأزمة والحلول المقترحة
مع ذلك، فإن عدم تنظيمها جيدًا أدى إلى العديد من حالات الاحتيال والخسائر المالية الهائلة. الحلول المقترحة تتضمن زيادة التدقيق الحكومي وتقديم إرشادات أفضل حول استخدامها وتداولها. هناك أيضًا محاولات لإنشاء عملات رقمية حكومية كمبادرة لمحاولة السيطرة والاستقرار أكثر في سوق العملات الرقمية العالمية.
الخاتمة
في النهاية، بينما تحمل العملات الرقمية الكثير من الإمكانيات للتحسين والإصلاح داخل القطاع المالي، إلا أنه يجب التعامل مع المخاطر المرتبطة بها بعناية واحترافية أكبر للتأكد من تحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية مستدامة ولا تضر باستقرار النظام الاقتصادي ككل.