في حالة انتقاض الوضوء أثناء طواف الإفاضة، فإن الحفاظ على الطهارة يعد شرطًا لصحة الطواف حسب رأي معظم فقهاء المسلمين. ومع ذلك، اختلاف الآراء حول كيفية التعامل مع هذا الموقف قائم بين العلماء.
وفقاً للأكثر شهرة، أي الحنفية والشافعية، يجب على الشخص الذي انتقضت طهارته خلال الطواف أن يكمل طوافه بشرط إعادة التوضؤ قبل البدء بأداء المزيد من أشواط الطواف. وبالتالي، إذا انقطع وضوء شخص ما في اثناء الطواف ولم يتمكن من استعادة الوضوء إلا بعد اكتمال ثلاثة أسداس الطواف، فلا يعتبر طوافه صائباً وفقا لهذه الرؤية الفقهية.
ومن ناحية أخرى، يرى البعض الآخر، بما في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عثيمين رحمهما الله، أنه يمكن للأشخاص الذين انقطعت طهارتهم أثناء الطواف الاستمرار بطوافتهم دون الشعور بالحاجة لإعادة بدء الدورة من البداية فور استعادة الوضوء. حيث يؤكد هؤلاء على أن الأدلة النصية ليست واضحة بشأن شرط الوضوء كجزء ضروري من عملية الطواف. وليست هناك توجيهات مباشرة من الرسول عليه الصلاة والسلام تشير إلى وجوب تحقيق الحالة الطاهرة لأداء الطواف بشكل خاص.
ويوضح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله سبب دعم وجهة النظر الأخيرة بأن طلب الطهارة للحالة المتغيرة (كالحدوث المفاجئ)، خاصة في الأوقات ذات الضغط العالي كهذه المواسم الموسمية الدينية، يمكن أن يخلق عبئا غير ضروري ومستبعد شرعا بالنظر الى عدم وجود دلائل قطعية داعمة لهذا القيل القول. بالتالي، بينما يشدد بعض علماء الدين المحافظين والمبتعدين عن المخاطر المحتملة على أهمية الوصول والاستقامة بحالة طهر قبل وبعد القيام بكل شوط من الطواف كممارسة مستحسنة للغاية لحماية النفس وتحقيق عبوديتها الخالصة لله تعالى، سيجد آخرون اعتبار حكم شيخ الاسلام الأكثر مرونة والأقل تعقيدا أمرا مناسبا لهم.