تأثير التراث الثقافي على الهوية الوطنية: رؤية مقارنة بين السعودية والمغرب

يعد التراث الثقافي ركيزة أساسية في بناء وتشكيل هويات الدول والشعوب. ويبرز هذا الدور جلياً عند دراسة المقارنات بين دول منطقة الشرق الأوسط والعالم ال

- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد

ملخص النقاش:

يعد التراث الثقافي ركيزة أساسية في بناء وتشكيل هويات الدول والشعوب. ويبرز هذا الدور جلياً عند دراسة المقارنات بين دول منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي. سنركز هنا على دولتين تتميزان بتنوعهما الثقافي الغني وهما المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية.

التراث الثقافي في السعودية

تسعى المملكة العربية السعودية الحفاظ على تراثها الغني الذي يعكس تاريخها العريق وإرثها الإسلامي الخصب. ومن أهم معالمها التاريخية المسجد النبوي الشريف ومسجد قباء في المدينة المنورة والمسجد الحرام بمكة المكرمة. كما تضم مواقع أثرية شاهدة على حضارات قديمة كدومة الجندل وجزيرة فرسان. بالإضافة إلى ذلك، تحتضن البلاد العديد من العادات والتقاليد الشعبية مثل الشعر العربي الأصيل والمعزوفات الموسيقية التقليدية كالسمسمي والحجازي وغيرها الكثير والتي تعتبر جزءًا حيويًا من هويتهم الوطنية.

التراث الثقافي في المغرب

يتمتع المغرب بتاريخ طويل ومتشابك يضم عناصر أمازيغية وعربية وأفريقية إسبانية وفارسية تركية. ويعكس هذا الاختلاط المتنوع مراكز ثقافية بارزة كتافيلالت ومراكش وفاس التي تحتوي كل منها آثارا تعكس مختلف هذه التأثيرات الفنية والثقافية المتداخلة عبر الزمن. كذلك يشكل الفن الشعبي والملابس التقليدية جزء مهم من التعريف بالهوية المغربية، حيث يتميز كل جهة بعاداته الخاصة مما يساهم بصورة مباشرة في تشكيل النسق العام لهذا البلد الواسع جغرافيا وتاريخيا.

مقارنة بين البلديْن

على الرغم من اختلاف البيئة الطبيعية لكل منهما -حيث تمتلك المملكة العربية السعودية صحراء واسعة بينما يتنوع المناخ بالمغرب بين الصحاري والجبال والبحر- إلا أنه يمكننا ملاحظة نقاط مشتركة فيما يتعلق بالحفاظ على التراث وتعزيز الروابط الوطنية من خلال استخدامه. فعلى سبيل المثال، تُستخدم القصائد والأناشيد الوطنية لتعزيز الانتماء لدى المواطنين السعوديين والمغاربة أيضًا؛ بل إن بعض تلك الأشعار مشتقة أصلا من أشعار عربية قديمة ذات ارتباط وثيق بالسيرة الذاتية للأمة. وفي المجالات التعليمية والإعلام، تسخر المؤسسات الحكومية جهودها لنشر الوعي حول أهمية الإرث المحلي سواء كان ذا صبغة دينية أم عالمة أم سياسية أو حتى مرتبط بحقب زمنية محددة كمراحل الاستعمار والتحديث الحديث وما رافقته من تطورات اجتماعية واقتصادية كبيرة. وبذلك نرى كيف يعمل التراث الثقافي كنقطة اتصال قوية تربط الماضي بالحاضر والمكان بالإنسان ذاته داخل المجتمعين.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات