- صاحب المنشور: جميلة الحمامي
ملخص النقاش:التوازن بين العمل والأسرة: تحديات وتكتيكات
في العصر الحديث، أصبح التوازن بين الحياة العملية والشخصية قضية رئيسية تشغل الكثيرين. هذا التحدي ليس جديداً، لكن زيادة الضغوطات الوظيفية والتوقعات الأسرية المتزايدة جعلته أكثر تعقيداً. بالنسبة للعديد من الأفراد، يشكل تحقيق توازن صحي بين هاتين المنطقتين الركن الأساسي للسعادة الشخصية والإنتاجية.
الأمهات والأباء خاصة يجدون نفسهم غالباً في دوامة مستمرة بين مسؤوليات المنزل والعمل، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والاستنزاف الذاتي. وفقا لدراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية، يعاني حوالي ثلث سكان العالم من اختلال التوازن بين متطلبات العمل والحياة الخاصة. هذه الظاهرة لها تأثيرات عديدة على الصحة النفسية والجسدية للأفراد وعلى العلاقات الأسرية أيضا.
إحدى أكبر المشاكل التي نواجهها هي إدارة الوقت الفعال. تحتاج العديد من الأسر لوضع خطط يومية أو أسبوعية واضحة لتحديد الأولويات وضمان تلبية الاحتياجات المختلفة لكل عضو بالأسرة. بالإضافة لذلك، يمكن اعتبار التواصل المفتوح والصريح داخل الأسرة عامل مهم. من خلال الحوار المنتظم حول توقعات واحتياجات كل فرد، يستطيع الجميع فهم أفضل لأولويات بعضهم البعض وبالتالي دعم بعضهم البعض بشكل فعّال.
ومن ناحية أخرى، توفر الشركات اليوم خدمة مرونة الجدول الزمني كوسيلة لتحقيق المزيد من التوازن للعاملين لديها. سواء كان ذلك عبر العمل عن بعد، ساعات عمل مرنة، أو حتى أيام عطلة مدفوعة الأجر الإضافية للمناسبات العائلية. ولكن رغم وجود هذه الخيارات، إلا أنه يتعين علينا كمستخدمين لهذه الخدمات أن نتعلم كيفية استخدامها بأفضل طريقة ممكنة.
وفي نهاية المطاف، فإن الهدف النهائي هو خلق بيئة حيث يتم تقدير الجهد المبذول من قبل كل شخص. سواء كان العمل أم الأمومة/الآباء أو أي دور آخر داخل الأسرة. عند احترام وقيمة جميع الأدوار، تستطيع الأسر والبشر عموما تحقيق حياة أكمل وأكثر فائدة. بالتالي، يبقى التحقيق المستمر للتوازن المثالي بين العمل والأسرة جهد مستدام ومتطور مع مرور الوقت والعلاقات الإنسانية.