عن معركة قادمة
1
يتّجه مصرف لبنان للتوقف عن «دعم» استيراد الفيول والقمح والأدوية. و«الدعم» هنا ليس دعماً فعلاً، بل قيام المصرف المركزي بواجبه تأمين دولارات بالسعر الذي لا زال رسمياً أي ١٥٠٠ ليرة للدولار الواحد بما يخص عمليات استيراد السلع الٱنف ذكرها.
2
شهران ربما فإذن وتدخل السلع الأساسية حلبة التنافس على الدولارات الموجودة في السوق. سيرتفع تبعاً لذلك سعر صرف الدولار إزاء الليرة نتيجة «صدمة» ارتفاع الطلب على الدولار. ومع ارتفاع سعر الصرف ستزداد أسعار هذه السلع الأساسية وتصبح بدورها خاضعة لتقلبات السوق.
3
الفكرة الواجب الحذر منها حينئذ هو أن يتم تصوير الوضع وكأنه "لا حول لنا ولا قوة" وأن ذلك الوضع من صنع الله أو الطبيعة، محتّم، لا يمكن مواجهته.
الحقيقة أننا بلد بدولارات قليلة. صحيح. حتى احتياط المركزي شحّ. صحيح. لكن رغم هذه المعطيات هناك ما يمكن فعله:
4
نحن سنصل إلى وضع تتنافس فيه كل السلع على كمية دولارات محدودة موجودة في السوق. معنى ذلك أن تاجر النيوتيلّا وتاجر السيارات الفارهة وسائر السلع فائقة الكمالية وتاجر القمح وتاجر حليب الأطفال وتاجر دواء الضغط والسكّري وغيرهم، كلّ هؤلاء سيتنافسون للاستحواذ على كمية الدولارات الموجودة
5
وأسعار السلع فائقة الكمالية أعلى بكثير من اسعار تلك الضرورية. فكم تنكة حليب أطفال يمكن أن نشتري بساعة رولكس أو قطعة شانيل؟
جميع من سبق ليسوا تجارا. إنهم محتكرون.لن يتوقف الأمر على ارتفاع أسعار السلع تناسبياً مع ارتفاع سعر الصرف. بل سيضيفون إليه الربح الفائق المتأتّي من الاحتكار