استكشاف أعماق الفضاء: رحلة نحو فهم كوكب الزهرة الغامض

بين النجوم والأبراج الواسعة، يوجد عالمٌ خفيّ وحارقة يشبه الأرض بطرق عديدة لكنه مختلف بشدة عنها أيضًا - إنه كوكب الزهرة. يقع هذا الكوكب بين الشمس والأر

بين النجوم والأبراج الواسعة، يوجد عالمٌ خفيّ وحارقة يشبه الأرض بطرق عديدة لكنه مختلف بشدة عنها أيضًا - إنه كوكب الزهرة. يقع هذا الكوكب بين الشمس والأرض، وهو خامس أبعد جسم سماوي عن الشمس ضمن النظام الشمسي. مع وجود غلافٍ جوّي سميك يغلف سطحها الذي يحترق تحت حرارته الشديدة، يقدم لنا كوكب الزهرة لغزا فضائيا مثيرا للاهتمام يستحق الاستكشاف والتعمّق فيه.

على الرغم من تشابههما في الحجم والكثافة والحالة الجليدية المحتملة لسطحيهما الخارجيين، إلا أن الفرق بين كوكبَيْنا الصغيرين كبير جدًا. يتميز الغلاف الجوي لكوكب الزهرة بثاني أكسيد الكربون الضخم (97% تقريبًا) والميثان بنسبة أقل بكثير مقارنة بالأكسجين المتوفر بكثرة حول الأرض. هذه التركيبة تجعله غير قابل للحياة بالنسبة للأشكال التقليدية للحياة التي نعرفها هنا. بالإضافة إلى ذلك، فإن درجات حرارة أعلى منه فوق طبقات سحاباته يمكن أن تتخطى الـ482 درجة مئوية! ولكن ما الذي يحدث أسفل تلك الطبقات؟ هل هناك احتمالية لمياه سائلة أو حتى حياة بديلة؟

لكشف المزيد عن سر هذا العالم القاسي، قامت العديد من البعثات الفضائية برحلات استطلاع عبر قرون مضت. واحدة من أشهر تلك الرحلات كانت بعثة مارينر 2 الأمريكية عام 1962 والتي نجحت لأول مرة منذ تاريخ البشرية بإرسال صور واضحة للسطح الزفيري العالي الضغط والجوهري ذو الظروف البيئية القاسية للغاية. وتبعها لاحقا برنامج فينيرا الروسي الناجح ببناء أول مهمتين آليتين هبوطن على أرض زفرانية صخرية صلبة ومرتفعات جبلية عالية جدا بمساعدة المركبة الفضائيّة "فينيرا 13". وساهم كل منا بحلول القرن الحادي والعشرين بمهام متقدمة مثل المسيرة الأوروبية الأمريكية المشتركة كيوبير بيغاسوس وكاشفات رادار أخرى مصممة لتوفير معلومات دقيقة حول العمليات الداخلية لهذا العالم المعقد. لذا فإن مستقبل اكتشاف الكواكب الخارجية يبقى مفتوحا بلا شك أمام الأحلام العلمية الجديدة المثمرة لدينا جميعا كمجموعة بشرية تسعى لفهم قصص نشأة الأكوان وكيف تأثرت بشروط كوننا الخاص بنا خلال فترة تطوّر الانسجام الطبيعي للكون الكبير المحيط بنا.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات